الجلد خط الدفاع الأول لجهاز المناعة

للجلد أثر كبير في جهاز المناعة، حيث يعد الحاجز الأول أو الخط الدفاعي الأول لجهاز المناعة، وقبل الخوض في دور الجلد في جهاز المناعة سوف أتكلم باختصار عن جهاز المناعة وأقسامه حتى نوضح مكانة الجلد في هذا الجهاز الدقيق والمهم.

 

الجلد خط الدفاع الأول لجهاز المناعة
للدكتور ناصر الداغري
أستاذ الكيمياء الحيوية المساعد
كلية العلوم كيمياء حيوية - جامعة الملك سعود

 

للجلد أثر كبير في جهاز المناعة، حيث يعد الحاجز الأول أو الخط الدفاعي الأول لجهاز المناعة، وقبل الخوض في دور الجلد في جهاز المناعة سوف أتكلم باختصار عن جهاز المناعة وأقسامه حتى نوضح مكانة الجلد في هذا الجهاز الدقيق والمهم.

 

  إن جهاز المناعة في جسم الإنسان ينقسم إلى قسمين رئيسين هما المناعة الطبيعية والمناعة المكتسبة أو التكيفية كما تطلق عليها بعض الكتب.  وهذه المناعة المكتسبة هي عبارة عن عدد من الأجهزة والخلايا المتخصصة التي لها ميزة الذاكرة بالإضافة إلى التخصص، وهذا ما تفقده المناعة الطبيعية التي تتكون من عدد من الحواجز إن صح التعبير مثل الحاجز التشريحي الذي يدخل فيه الجلد والغشاء المخاطي والحاجز الفسيولوجي، ويدخل فيه درجة الحرارة والحموضة وبعض المواد الكيميائية التي يفرزها الجسم مثل العرق، ثم يأتي بعد ذلك الحاجز البيولوجي الذي يدخل فيه الخلايا الملتهمة والخلايا البلعية، أما بالنسبة لمناعة التخصصية فإنها تتكون من عدد من الأنظمة أو المركبات التي كما قلنا لها ميزتان مهمتان تفتقدهما المناعة الطبيعية وهما التخصص والذاكرة، والتخصص يعني أن كل خلايا أو مركبات في جهاز المناعة متخصصة لنوع معين من البكتيريا أو الميكروب الذي يدخل الجسم، والذاكرة يعني أنها تخزن معلومات عن أي ميكروب يدخل الجسم حتى إذا ما هاجم الجسم مرة أخرى يكون الجسم قادرا على تصنيع المضادات بشكل سريع.  وهذا الأجهزة هي أجسام مضادة والخلايا التائية والخلايا البائية وخلايا نيتوروفل والايزوفل ومركبات الانتروفين وغيرها.

 

  ولنعد الآن لنرى ما دور الجلد في هذا الجهاز المناعي، فالجلد يتركب من طبقتين رئيستين هما الطبقة الخارجية السميكة الجافة ويطلق عليها البشرة والطبقة الداخلية الناعمة والرقيقة جدا ويطلق عليها الأدمة، وتختلف سماكة الجلد الذي يتحمل جميع التغيرات البيئية التي تحيط بالإنسان من منطقة إلى أخرى، منطقة العين تختلف عن منطقة الرجلين عن منطقة الظهر من حيث السماكة.

 

  والطبقة الأولى تتكون من عدد من الخلايا المتراصة والميتة يطلق عليها الخلايا الطلائية ويوجد بها ثلاثة أنواع من الخلايا تقريبا وهي خلايا الميلانين وخلايا ماركل وخلايا الاضمحلال الهزيلة التي تشكل الخط الدفاعي الأول في المناعة.

 

  كما أن هذه الخلايا الطلائية المتراصة تكون محاطة بمادة بروتينية يطلق عليها الكيرتين وهي تتميز بأنها مادة مضادة للماء، أما الطبقة الرقيقة الداخلية التي تتكون من الأنسجة الضامة تحتوي على أوعية دموية، والبصيلات الشعرية وغدد دهنية وغدد عرقية.  حيث تتصل الخلايا الدهنية بالبصيلات الشعرية وتنتج مادة دهنية تسمى سبيم (Sebum)، تتكون من مادتين رئيستين هما أحماض دهنية وحمض الاكتيت والمركب الأخير يعمل على المحافظة على درجة الحموضة للجسم ما بين 2 إلى 5 درجات وهي كفيلة بتثبيط نمو معظم الميكروبات على الجلد.

 

  لكن هناك بعض الميكروبات التي تستطيع أن تحلل هذه المادة أو تتفاعل معها وتدعى الطفيليات التي أحيانا ما تسبب حبوب الشباب والتي يمكن معالجتها ببعض الأدوية مثل مشتقات فيتامين (A).

 

  فعند تعرض الجلد لأي من المؤثرات الخارجية سواء طبيعية مثل درجة الحرارة أو غير طبيعية مثل الخدش أو العض أو دخول ميكروب فإن هذه المواد وهذه الطبقات تقوم بدورها في منع دخوله إلى الجسم أو على الأقل تعطي الخط الدفاعي الثاني للجسم الوقت لإنتاج مركبات للدفاع عن الجسم من هذه الميكروبات كما أن الجلد له وظائف أخرى بالإضافة إلى حمايته من الميكروبات بجميع أنواعها والحشرات والأجسام الغريبة والإشعاعات الموجودة في الجو بالإضافة إلى ذلك يقوم الجلد بتنظيم حرارة الجسم من خلال توسع وتضييق الأوعية الدموية، وهذا أيضا يساعد على قتل البكتيريا لأن بعض البكتيريا تعيش عند درجة حرارة منخفضة كذلك يلعب الجلد دورا كبيرا في تصنيع فيتامين (D) بواسطة أشعة الشمس التي يتعرض لها كما لو دور كبير في التخلص من الفضلات مثل الماء والأملاح والعناصر الأخرى الموجودة في الدم وذلك من خلال خلايا الغدد العرقية.

 

 

The best bookmaker in the UK William Hill - whbonus.webs.com William Hill