الصدفيـــة

الدكتور أحمد بن محمد العيسى

 

الصدفية مرض التهابي مزمن، ناكس، شائع الحدوث، يتميز ببقع لويحية المظهر، جافة، ذات قياسات مختلفة، وتتغطى هذه البقع بقشور بيضاء صدفية المظهر. أكثر ما تصيب البقع الصدفية فروة الرأس، الأظافر، السطوح الباسطة من الأطراف، المرفقين والركبتين  ومنطقة الصرة.

تبدأ الصدفية عادة كبقع حمراء نقطية المظهر، مغطاة منذ البدء بقشور بيضاء صدفية، وتأخذ هذه البقع بالامتداد بشكل محيطي يؤدي لاندماجها وتكوينها سطوحاً مصابة واسعة، كما تزداد سماكة هذه البقع والسطوح مع الوقت، وتتسمك القشرة المغطية.

 

 

 

لمرض الصدفية عدة أشكال يمكن إيجازها فيما يلي:

 

1 ـ الصدفية دهنية الشكل  Seborrhic – like psoriasis : حيث تكون البقع الصدفية هنا رطبة حمراء مع ملمس دهني ناعم إلى حد ما، وتترافق مع حدوث بقع حمراء في مناطق الثنيات مثل تحت الثديين لدى النساء، وتحت الإبطين.

 

2 ـ الصدفية المقلوبة  Inverse psoriasis: والتي تصيب بشكل أساسي مناطق الثنيات على عكس الصداف الشائع الذي يصيب السطوح الباسطة ( الخارجية من الأطراف ).

 

 

3 ـ صدفية منطقة الحفاض  Napkin Psoriasis: يحدث لدى الأطفال بعمر شهرين إلى سنة، ويصعب تمييزه عادة عن التهاب الجلد الحفاضي، حيث كثيراً ما يترافق مع الإصابة بالفطريات في هذه الناحية وقد يشفى بالمعالجة الموضعية المضادة للفطور، وكما يعتقد أن هؤلاء الأطفال لديهم خطورة أعلى لحدوث صدفية لديهم أكثر من غيرهم.

 

4 ـ الصدفية النقطية  Guttate Psoriasis: يكون حجم البقع الصدفية هنا بحجم قطرات الماء ( 2 – 5مم ) وعادة ما يحدث كطفح فجائي، وكثيراً ما تربطه الدراسات بالتهاب في منطقة البلعوم واللوزات مع ارتفاع بعيارات AsLO.

 

5 ـ الصدفية المنتشرة البثرية ( Generalized pustular psoriasis ):

يكون المريض هنا مصاباً أصلاً بمرض الصدفية ، وفجأة تحدث لديه بحيرات من القيح حول الأظافر وعلى راحتي اليد، ثم تبدأ بإصابة البقع الصدفية في الجسم، وعادة ما تترافق مع آلام مفصلية، وارتفاع شديد بالحرارة ( حمى )، وحكة، وكثيراً ما تصاب الأغشية المخاطية هنا مثل اللسان، كما قد تترافق مع ضيق التنفس، والتهاب رئة، والتهاب كبد.

 

6 ـ التهاب المفاصل المرافق لمرض الصدفية Psoriatic arthritis:

حيث قد يحدث التهاب مفاصل مرافق للصدفية، وقد يكون مخرباً للمفاصل وأكثر ما يصيب المفاصل السلامية باليدين.

 

 

 

لماذا تحدث الصدفية؟

لا يزال سبب مرض الصدفية مجهولاً، ولكن من الواضح أن الوراثة تلعب دوراً هاماً في بعض الحالات، ولكن تأخذ هذه الوراثة نمطاً عديد العوامل أي لا يزال دور الوراثة غير واضح تماماً حتى الآن وكثيراً ما تتأثر بعوامل أخرى، ومن العوامل الأخرى لدينا الرضوض، حيث كثيراً ما تظهر بقع صدفية في أماكن جروح أو حروق سابقة، ومن العوامل أيضاً الأخماج خاصة التهاب اللوزتين والبلعوم، كما ذكر حدوث مرض الصدفية بعد الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسب أو الإيدز، ومن العوامل الأخرى أيضاً لدينا الشدة النفسية Stress والتي لا يزال دورها مثاراً للجدل، كما من العوامل الأخرى المثيرة للصدفية لدينا بعض الأدوية، حيث ذكر حدوث هجمات شديدة من الصدفية بعد الإيقاف المفاجئ للكورتيزون المستعمل أصلاً في علاج الصدفية، ومن الأدوية الأخرى لدينا الليثيوم، ومضادات بيتا الأدرينرجية المستخدمة في علاج ارتفاع الضغط الشرياني، كما سجل حدوث الصدفية بعد تناول مضادات الخميرة القالبة للأنجيوتنسين.

 

ومن الهام أن نتذكر هنا أن مرض الصدفية هو مرض غير معدٍ.

 

معالجة الصدفية :

كثيراً ما يختفي مرض الصدفية عفوياً، أو بشكل تالٍ للمعالجة، ولكن عادة ما يعاود بعد إيقاف المعالجة. تقسم المعالجات إلى موضعية وجهازية.

 

المعالجات الموضعية :

كثيراً ما تكون المعالجات الموضعية لوحدها فعالة، ومن هذه المعالجات:

 

 

1 ـ الكورتيزونات : وغالباً ما تكون فعالة في المعالجة ولكن يجب الانتباه ألا يتم إيقافها بشكل مفاجئ وألا تستعمل لوقت طويل لأن ذلك قد يساهم في نكس مرض الصدفية بشكل أشد مما كان عليه.

 

2 ـ القطران  Tar : مشكلته في تلويث الثياب وبرائحته الكريهة، رغم أنه من المعالجات الفعالة.

 

3 ـ الأنثرالين : ومشكلته أنه مخرش بشدة، كما أنه مصبغ، يطبق لفترة محدودة ثم يغسل وهو من العلاجات الفعالة إذا أحسن استعماله.

 

4 ـ فيتامين D : والذي يؤثر على استجابة خلايا البشرة للكالسيوم، وقد أبدى فعالية في الكثير من الحالات.

 

5 ـ حمض الصفصاف Salicilic Acide : يستعمل بنسبة 3 % - 5% وحتى 10% وهو يقوم بحل القشور زائدة التقرن، كما له تأثير مضاد للالتهاب الموضعي.

 

6 ـ الأشعة فوق البنفسجية : كثيراً ما تؤدي أشعة الشمس لتحسن الصدفية وهذا التأثير ناجم عن احتوائها على أشعة فوق بنفسجية تقسم الأشعة فوق البنفسجية المستخدمة في علاج الصدفية إلى أشعة B , A وتستخدم الأشعة B في طريقة Goe Kermam عن طريق مشاركتها مع القطران والأنثرالين.

 

7 ـ العلاج الجراحي : رغم أنه من العلاجات التي لا تلاقي قبولاً لدى أطباء الجلد فإنه ذكر اختفاء البقع لمدة 3 – 6 أشهر باستئصال البقع باستعمال الدرماتوم، ولكن يجب الحذر الشديد قبل اتخاذ القرار بالعلاج الجراحي لأن كما ذكرنا أعلاه بأن الرض قد يثير مرض الصدفية.

 

8 ـ الليزر : يمكن استخدام الليزرات التي تستهدف الأوعية الدموية والتي قد أبدت بعض الفعالية لدى بعض المرضى، كما يمكن استخدام الليزرات المقشرة مثل ليزر الإربيوم وليزر co2 والتي تقوم بإزالة البقع الصدفية بشكل مشابه للاستئصال الجراحي السطحي.

 

العلاجات الجهازية:

1 ـ الكورتيزونات : لا ينصح بها عادة إلا في بعض الحالات الاستثنائية، وعلينا أن نتذكر أنه وبرغم تحسن المريض أثناء العلاج بالكورتيزون فإنه غالباً ما يعاود المرض بشكل أشد بعد إيقافه.

 

2 ـ الميثوتركسات : وهو من العلاجات الفعالة جداً في الصدفية، وهو دواء مثبط مناعي، أكثر ما يستعمل في الصدفية الشاملة لمساحات واسعة من الجسم، أو لعلاج التهاب المفاصل المرافق للصدفية، أو الصدفية البثرية.  ويجب الانتباه أن هذا الدواء قد لا يخلوا من التأثيرات الجانبية والتي قد تؤثر على الكبد، أو الصيغة الدموية، أو قد تؤدي لحدوث أخماج بسبب تدني المناعة، ولكن يمكن تجنب هذه التأثيرات بمتابعة المريض من الناحية السريرية والمخبرية.

 

3 ـ السيكلوسبورين : وهو أيضاً من المعالجات المثبطة للمناعة ولكن ما يحد من استخدامه هو تأثيراته الجانبية الأكثر حدوثاً من تلك التالية للميثوتركسات.

 

4 ـ الحمية الغذائية : والتي لم يثبت لها دور من الناحية العلمية حتى الآن.

 

5 ـ المضادات الحيوية عن طريق الفم:

قد تفيد في الحالات المثارة جرثومياً مثل الصداف النقطي التالي لالتهاب البلعوم، كما قد تفيد في الصدفية الدهنية الشكل  Seborrhic Psoriasis.

 

6 ـ الريتينوئيدات : باستخدام الإتريتينات أو الأسيتريتين، واللذان أكثر ما يستخدمان في علاج الصدفية البثرية، كما قد يستخدمان بالمشاركة مع المعالجة بالأشعة فوق البنفسجية.

 

7 ـ الأمفيف  Amevive : واسمه العلمي هو Alefacept من الأدوية المعدلة مناعياً Immunomodulating

والتي تؤثر على بعض مراحل تشكل الصدفية، حيث يؤدي هذا الدواء لانخفاض تواجد أحد أنواع الخلايا اللمفاوية والذي يلعب دوراً هاماً في تطور الصدفية، وقد يؤدي هذا الدواء في بعض الحالات لإراحة المريض من الصدفية لفترة قد تمتد حتى سبعة أشهر.

 

وبالنهاية لا بد من التذكير بأن الصدفية هي مرض التهابي مزمن، سليم، غير معدٍ وهو مرض ناكس، لم يعرف له إلى الآن علاج شاف نهائياً، ولكن يجب ألا يكون معيقاً لممارسة الحياة اليومية.

 

كما أنه يجب علاجه فقط من قبل طبيب أمراض الجلدية حصراً، لأنه وكما ذكرت حتى العلاجات التقليدية لمرض الصدفية قد تؤدي إلى تفاقم هذا المرض إذا تمت إساءة استخدامها.

 

د. أحمد بن محمد العيسى

استشاري أمراض طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر

 

 

The best bookmaker in the UK William Hill - whbonus.webs.com William Hill