مستحضرات تجميلية لا تفي بوعودها

 

الدكتور محمد غياث التركماني

 

هل يجب تصديق كل الدعايات التي تشجع على استعمال مستحضرات

تجميلية ذات أسماء برّاقة ؟

   

كثيرات هن اللواتي تعودّن على استعمال مستحضرات تجميلية ذات أسماء براقة متوهمات بأن هذا المستحضر أو ذاك صادق في كل ما هو مطبوع على البطاقة الملصقة به. وكثيرات هن اللواتي يحلفن بأنهن لا يستطعن الحياة يوماً واحداً بدون هذا المستحضر. ولكن على هؤلاء أن يعلمن أن هنالك مستحضرات تجميلية لا تستطيع أن تفي بوعودها، وأن الأمر بشأن هذه المنتجات القليلة لا يعدو أن يكون مجرد دعاية لا أكثر ولا أقل. وعليهن أن يعلمن أيضاً أن قسم المستحضرات التجميلية في المحالات التجارية المشهورة والمعروفة يحتوي في معظمه على مستحضرات لا تسمن ولا تغني. وفي ما يلي إيضاحات لما يحيط ببعض تلك المنتجات من أوهام تتطلب الحذر والتردد قبل الإقدام على فتح المحافظ والمبادرة بالشراء.

 

 

·   هل حبوب الفيتامين التكميلية قادرة على تقوية الأظافر الهشة أو إضفاء اللمعان الجذّاب على الشعر أو تجديد شباب البشرة ؟.

الحقيقة هي أن فكرة ابتلاع قرص أو فرك الشعر أو الجلد بدهون، تبدو مبالغاً فيها إلى حد الشك في صحتها، ولا يمكن أن تفي أبدا بالمزاعم التي تدعي بأن هذه كفيلة بإبراز الجمال داخلياً وظاهرياً معاً.

 

ويصدُق هذا القول بشكل خاص على المستحضرات التي تعتمد أنواعاً من الفيتامينات وتحاول أن تروّجها شركات صنع المواد التجميلية في حين أن تلك المكملات باهظة الثمن لا تختلف أبداً عن مثيلاتها من المواد الأقل ثمناً. لنأخذ مثلا أقراص الفيتامين العديد ( Multivitamin ) فبعض الشركات تعرض تناول جرعات مضخمة ( Megadoses ) من فيتامينات معينة، يعتقد بعض " الباحثين " بأنها تلعب دوراً في التجميل، مثل بيوتين ( Biotin ) وهو نوع من فيتامين ب ذي الارتباط ببناء الخلايا التي تقوي الجلد والأظافر وتزيد الشعر لمعاناً وصحة. فالبناء الوحيد الثابت لهذا العقار هو أنه يساعد على تقشر الأظافر . إن الخفي من الأسرار في المطبوعات والملصقات التي تزين هذا المستحضر، هو أنها تغفل الحقيقة الهامة التالية: " إن المواد الفيتامينية التكميلية وكذلك المعدنية التي تحتوي عليها، لا تفيد متعاطيها في شيء إلا إذا كان جسمه فعلا مفتقراً إلى هذا الفيتامين أو ذاك المعدن".

 

والمشكلة هنا أنه يكاد يكون من المستحيل أن يعرف الإنسان مقدار تغذيته، أو إذا كان يعاني نقصاً في فيتامين ما، أن يعرف مدى تأثير مثل هذا النقص على ناحيته الجمالية. فإذا كان من هموم الإنسان أن يكون فيه عوز فيتاميني لا يعرفه، فإن خبير التغذية يستطيع معالجة هذا الهم بأن يصف لمريضه أنواعاً من الأطعمة المغذية كخط أول في العلاج، ثم يتبع ذلك بجرعات من الفيتامينات والمعادن . فإذا كنت تؤمنين إيماناً لا يتزعزع بفائدة مستحضر ما بتقوية أظافرك أو تلميع شعرك أو بث الشباب في بشرتك فجربيه شهرين أو ثلاثة ( فقط )، ثم راجعي نفسك: هل حصل لك أي تحسن؟ وبعدها يكون الحكم مرهوناً بك.

 

·    هل تعمل آلات تجعيد الشعر في الصالونات على أذيته ؟

الحقيقة أن هذه الآلات والمركبات المستخدمة معها تتلف الشعر . فالطريقة من هذه إجمالا هي عبارة عملية كيميائية تعمل على تحطيم ثم إعادة ترتيب الروابط التي توجد التركيب الداخلي للشعر. ولكن بالنظر إلى أن نسبة مئوية قد تصل إلى 20% من هذه الأربطة الطبيعية التي تقرر شكل الشعر ومقدار صحته، لا تعود إلى التشكل من جديد، فإن من المؤكد أن هذه العملية تؤدي إلى إضعاف الشعر.

 

·    منتجات التجميل ذات الأصول النباتية أفضل وأكثر أمناً لمعالجة الجلد والشعر ؟.

من من النساء لم تأسرها فكرة دهون مؤلف من ( عصير العنب واللوز وجوز الهند ) مثلاً، كدهن لتصفيف الشعر أو ( ماء الورد ) لإنعاش الجلد ؟ كثيرات تعرضن لمثل هذا الإغراء والحقيقة هي أن الاعتقاد بأن منتجات التجميل ذات الأصل النباتي، أفضل إلى حد ما من سواها، هذا الاعتقاد ينبع من فكرة أن النباتات والأزهار والأعشاب التي تدخل في تركيبها، تفضل المكونات الصنعية، وأنها كذلك تستحق أن يدفع فيها ثمن أغلى من ثمن المركبات الكيميائية، في هذا العصر الذي أخذ الناس فيه يشكون في سلامة المواد الكيميائية. ومن هنا فإن منتجي المواد التجميلية يحرصون على إبراز دور النباتات والأعشاب في منتجاتهم، لأن ذلك أدعى إلى زيادة إقبال الناس عليها. لا ينكر أحد أن المواد الطبيعية أرأف بالناس وبعضها يؤدي دوراً ممتازاً في دنيا التجميل، ولكن لم يقم دليل على أنها خير من المواد المصنعة الأخرى من حيث الكفاءة .

 

·         كريمات الثدي تزيد من صلابته ؟

إذا كان كل ما تتوقعينه من هذه الكريمات أنها تزيد البشرة الطرية ، طراوة، فهذا شيء عظيم ، لأن كريمات الثدي لا تستطيع أن تفعل أكثر من ذلك. لكن إذا كنت تبغين زيادة جمال صدرك بهذه الكريمات، بعد أن أخذ ثدياك يميلان إلى التهدل بتأثير الحمل والسن، فلا تعلقي آمالاً على ذلك، لأن مواد التطرية والتجميل أعجز من أن تعيد المرونة إلى الجلد المتهدل، ولا تستطيع أن تشد العضلات التي تدعم الثديين. وليس أمام المرأة من حل ذلك سوى ممارسة التمارين الرياضية مثل السباحة وأداء الأعمال التي تتطلب زحزحة الأجسام الثقيلة كالأثاث المنزلي وسواه، أي الأعمال التي تبني القوة وتشد القوام والملمس في الصدر والكتفين والبطن.

 

·    كريمات العين تقلل الانتفاخات تحتها وتمسح الدوائر الداكنة ؟.

كريمات العين مفيدة في إزالة التجاعيد عند طرف العين مؤقتاً، وتطرية وتنعيم البشرة المحيطة بالعينين. ولكن هذه الكريمات لا تقدر على معالجة الانتفاخات تحتها، إلا إذا كان من المحتمل أنها ناشئة عن حساسية مزمنة أو أسباب وراثية. إن أكثر حالات الانتفاخ ما تحت العينين، ربما كانت تعود إلى تكاثر التوضّعات الدهنية هناك وازدياد بروزها بسبب السن، وهي حالات لا تمكن معالجتها إلا عن طريق الجراحة التجميلية.

ومما قد يساعد على إزالة هذه الانتفاخات الصباحية تحت العين، عند النهوض من السرير، التي تحدث بسبب تراكم مقدار زائد من الماء هناك أثناء النوم، وضع كمادات باردة عليها لتقليل الانتفاخ. فكيف تساعد البرودة في ذلك ؟ إن الحرارة المنخفضة تسبب تضيق الأوعية الدموية مما يقلل من حجم الانتفاخ. أما الدوائر الداكنة تحت العين الناشئة عن حساسية أو أرق، فيظن بأنها شيء متوارث يزداد سوءاً مع ترقق الجلد حول العينين بسبب التقدم في السن، مما يزيد من سهولة رؤية الشبكة الكامنة من الأوعية الدموية هناك.

 

·         مستحضرات الجلد يجب أن تكون من نفس النوع، ويجب الامتناع عن استخدام مستحضرات متضاربة ؟

هذا قول غير صحيح وخلافاً لما هو مطبوع على عبوات التجميل وما يبث من دعايات، فإنه لا يوجد مفعول تبادلي بين المنظفات أو المطريات أو مانعات الارتخاء. وإذا ذكر ذلك فلابد من القول أيضا أن هناك أنواعاً من المنتجات التي تباع معاً لسبب وجيه. مثلاً المطريات الخفيفة تباع عادة مع أحماض ألفا هايدروكسي ( مواد تقشيرية تجعل البشرة حساسة إلى حد ما وقابلة للتهيّج ). في مثل هذه الحالة قد تجدين أن من الملائم لك استعمال منظفات لطيفة المفعول، أي منظفات من هذا النوع، لا التقيد بالمنظفات التي يراد بيعها.

 

وهناك اقتراح آخر يتماشى مع ما تقدم من معلومات واقتراحات: قللي ما أمكن من مستحضرات العناية بالبشرة، التي تستعملينها، وعليك أن يكون هدفك أمران جوهريان : منظف صحيح ملائم لبشرتك ويحميه من ضوء الشمس، وتقشير على أساس منتظم مع التطرية. ويقول الثقات من خبراء التجميل: ليس من الواضح أن شيئاً ما بخلاف هذا الهدف الجوهري، يمكن أن يساعد بشرتك.

 

د. محمد غياث التركماني

استشاري أمراض وجراحة الجلد والعلاج بالليزر

 

 

The best bookmaker in the UK William Hill - whbonus.webs.com William Hill