الرياضة البدنية في صحة الإنسان ومرضه

أتاحت المدنية الحديثة للإنسان جميع السبل لإنجازه أعمال تقنية متنوعة بهدف محافظته على صحة جسمه وسلامته من الأمراض، وتحقيقه درجات رفيعة من المستوى المعيشي، وأصبحت مكاتب الأعمال الحديثة توفر جميع وسائل الراحة للعاملين فيها بهدف تقليل حدوث مضاعفات صحية في أجسامهم، وقلّت الأنشطة العضلية لأجسام معظم الناس نتيجة كثرة اعتمادهم على الآلات والأجهزة الإلكترونية في حياتهم، وصاحب ذلك زيادة خطر حدوث ما سمي اصطلاحا بأمراض العصر الحديث، مثل: داء السكر، وعلل القلب، والدورة الدموية، وتصلب الشرايين، والتهاب المفاصل، وغيرها.

 

 

 

وتأكدت ضرورة المحافظة على اللياقة البدنية لجسم الإنسان، في جميع مراحل عمره، ابتداء من الطفولة حتى مرحلة شيخوخته، عن طريق ممارسته أنشطة عضلية كافية خلال حياته اليومية، وعرفت فائدة النشاط العضلي في تحسين الحالة الصحية الجسمية والنفسية للكائن البشري، ودوره في إعاقة حدوث القصور الوظيفي في عدد من أعضاء جسمه نتيجة كبر سنه، كما يساهم الطب الرياضي.وذكرت إحدى الدراسات العلمية في الولايات المتحدة، أن نحو ثلث عدد الأشخاص البالغين ومثلهم من الأطفال فيها، يمارسون بشكل منتظم أنشطة عضلية خلال حياتهم اليومية، كما يقوم نحو ثلث الأشخاص بأعمال 65 سنة برياضة المشي.ويستمر الجدل بين الناس حول أفضل التدريبات الرياضية التي يمكنهم أداؤها، ولا يختلفون حول فوائدها الصحية لأجسامهم ونفسياتهم.

ولقد زاد اهتمام سكان الولايات المتحدة بشكل خاص خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي بممارسة الرياضة البدنية بجميع أنشطتها، بينما في الدول النامية في العالم يمارس قليل من سكانها نشاطا عضليا كافيا كالمشي مثلا مسافة كيلومترين كل يوم، وتعزى قلة النشاط العضلي الذي يبذله الإنسان إلى عدم توافر وقت كاف له، أو عدم تنظيم وجباته اليومية، وتشجيع برامج الرعاية الصحية الأولية الحديثة الناس على ممارسة الرياضة البدنية، في ظروف انتشار استعمال الآلات والأجهزة في حياتهم اليومية.ويحتاج الشخص العادي إلى ممارسة رياضة بدنية بمعدل 45 إلى 60 دقيقة ثلاث مرات أو أربع كل أسبوع للاستفادة منها، وتتنوع أشكالها، كالجري، والسباحة، وركوب الدراجة، وتفيد الرياضة البدنية فترة لا تقل عن 10-20 دقيقة كل يوم في ارتخاء العضلات والمفاصل وزيادة مرونتها، ثم سهولة حركتها، وغير ذلك.

 

استهلاك الطاقة:

عند البدء بالقيام بتدريبات رياضية يكون المركب الغني بالطاقة المعروف بـ (أ . ت . ب TPA) في الخلايا هو المصدر الفوري للطاقة الإضافية المطلوبة، ويتوافر مقدار صغير جدا منه في الجسم، ويمكن إنتاج المزيد منه داخل الخلايا بسرعة من المركب فوسفو كرياتينين الموجودة كمية صغيرة منه في الجسم، التي يستهلكها خلال فترة زمنية قصيرة، فهو يوفر طاقة كافية للركض مسافة تراوح بين 100 و 200 متر، ثم يتحول إلى تحليل مركب الجليكوجين الموجود في العضلات إلى سكر الجلوكوز، لاستعماله في إنتاج الطاقة خلال عملية الأكسدة اللاهوائية في الخلايا.وتتحول خلايا العضلات عند استمرار النشاط الجسمي بسرعة إلى أكسدة مخلوط الكربوهيدرات والدهون، ويكون سكر الجلوكوز في بداية ممارسة النشاط العضلي هو الوقود الرئيس للخلايا، ثم تظهر عند استمراره نسبة أكبر من الدهون في الدم، وتوفر الكربوهيدرات نحو 40% من الطاقة المتكونة، ولو كان المجهود العضلي عنيفا واستمر فترة طويلة.وأكدت هذه المعلومات دراسات علمية أجراها العلماء على عينات دم أخذت من الشريان الفخذي للإنسان، كما أوضحت أيضا كمية الوقود الذي يوفره جلوكوز الدم، ومركب الجليكوجين بالعضلات، ويكون مصدر سكر الجلوكوز للعضلات خلال النشاط العضلي المستمر هو الجليكوجين الموجود في الكبد، ويلجأ الجسم بعد استهلاك هذا المركب إلى تحليل الأحماض الأمينية في العضلات، وتحويلها إلى سكر جلوكوز، ويرتفع مستوى أيض الحمص الأميني ألانين المتكون بسرعة، كرد فعل للنشاط الجسمي، ويتناسب ذلك مع شدته، وتمر في الوقت نفسه الأحماض الأمينية ذات السلسلة المتفرعة إلى العضلات لأكسدتها، فيقل تركيزها في الدم ويصاحب زيادة حاجة جسم الإنسان إلى سكر الجلوكوز ارتفاع معدل استخلاص الكبد للحمض الأميني ألانين، ويستمر الدماغ خلال المجهود العضلي في طلب سكر الجلوكوز، وهذا يعني وجودحاجة إضافية للعضلات إلى هذا السكر، يجب توفيره على حساب البروتينات الموجودة فيها، ويصاحب هذه التغيرات حدوث نقص مستوى هرمون الأنسولين في الدم، وقد تصبح حالة القصور في توفير الكربوهيدرات – أحيانا – عاملا يعيق استمرار المجهود العضلي المبذول.

ويضخ القلب الدم في أثناء التدريبات الرياضية، حاملا معه غاز الحياة – الأوكسجين إلى جميع أنحاء الجسم بجهد أقل، وتظهر حاجة جسم الإنسان خلال المجهود العضلي المستمر فترة طويلة إلى وجود كميات كافية من الكربوهيدرات على شكل مركب الجليكوجين المخزن في العضلات والكبد، وتستمر العضلات بعد التوقف عن الرياضة البدنية بعض الوقت في الحصول على احتياجاتها من سكر الجلوكوز من الدم، بمعدل يصل ثلاث مرات استهلاكه في أثناء الراحة، أو أربع، ويفيدها ذلك في استعادة مخزونها من الجليكوجين.وعموما يقل هذا المعدل كثيرا خلال التدريبات الرياضية العنيفة، وبذلك تقل سرعة تكوين الجلوكوز في الكبد، نحو مرتين عما كانت عليه قبلها، ويكون مصدر هذا السكر من مركب اللاكتات الموجود في الدم عن طريق دورة كوري الذي يزداد تركيزه إلى 10 ميلي جزئ.ويرتفع في نهاية فترة التدريب الرياضي العنيف تركيز هرمون الأنسولين بسرعة في الدم القادم، وبخاصة عبر الوريد البابي إلى الكبد.ويبقى تركيز الجيكوجين مرتفعا بعض الوقت على الرغم من وجود مستوى عال من الأنسولين في مصل الدم، ويساعد ذلك في استعادة مخزون الجليكوجين في الكبد، وتكون سرعة حدوث التغيرات في الأيض الغذائي للأحماض الأمينية مساوية لما بعد الرياضة البدنية، وتكون العضلات في أثناء ممارسة التدريبات الرياضية في حالة اتزان آزوتي سالت، وقد يرتفع معدل إنتاج مركب البولة نحو60% في الشخص في أثناء ممارسته الرياضة البدنية ثم من بعدها، ويساعد ارتفاع مستوى الأنسولين الأحماض الأمينية الناتجة من وجبة طعام تالية على استعادة حالة الاتزان الآزوتي في الخلايا.

 

تساعد على حرق الدهون:

أوضحت قياسات اختلاف تركيز سكر الجلوكوز في عضلات الإنسان في أثناء فترة راحته استعمالها مقدارا صغيرا منه، وتستهلك جميع العضلات في جسم الشخص البالغ خلالها 20-25 ملجم جلوكوز فقط كل دقيقة، وهذا يكافئ نحو ربع استهلاك كالمخ من هذا السكر، وتكون النسبة التنفسية للعضلة في أثناء راحتها نحو 0.7، وهو يعكس اعتمادها على حرق الدهون في إنتاج الطاقة، التي يكون معظمها على شكل حموض دهنية حرة ناتجة من الدهون الثلاثية الموجودة مع الأنسجة العضلية في الجسم.

 

تأثيراتها في العضلات:

منذ قديم الزمان عرف الإنسان فائدة ممارسة الرياضة البدنية في وقايته من حدوث ضمور في عضلاته، والمساعدة على تقويتها وكبر حجمها، وهناك مثل شائع بين عامة الناس يقول: (العضو الذي لا يستعمل يضمر) فتساعد الرياضة البدنية على ضخ القلب الدم بجهد أقل، وتصبح العضلات أكثر قوة وتقبلا لغاز الأوكسجين والعناصر الغذائية التي يحملها الدم إليها، وتؤدي إلى حدوث حالة اتزان طاقة سالب تختلف درجتها حسب شدة النشاط العضلي المبذول فيها، ثم تتجه الخلايا خلالها إلى حرق الدهون المخزنة فيها أكثر من البروتينات، لإنتاج الطاقة، وتؤدي الأنشطة العضلية إلى زيادة حدم العضلات نتيجة بناء أنسجة جديدة فيها من البروتين الغذائي، ويظهر ذلك بشكل واضح في عضلات الأشخاص الذين يمارسون رياضة كمال الأجسام، ويصبح خلالها الاتزان الآزوتي موجبا في خلايا الجسم.

 

تأثيراتها في العظام:

اكتشف العلم الحديث أهمية التدريبات الرياضية في زيادة حجم العظام، وصلابة قوامها وتقليلها فرص حدوث مسامية، أو تخلخل العظام مع تقدم عمر الإنسان التي تنتشر حوادثها بين كبار السن والنساء في سن اليأس، كما ظهرت أيضا في أجسام رواد الفضاء الأوائل نتيجة قلة ما بذلوه من نشاط عضلي خلال رحلاتهم الطويلة في ظروف غياب الجاذبية الأرضية بالفضاء الخارجي.

 

تأثيراتها في الدم:

تؤدي لزوجة الصفائح الدموية وتماسكها بعضها مع بعض، إلى التصاقها بجدران الأوعية الدموية، وتكوين خثرات دموية فيها، وعند حدوث ذلك في الشريان الإكليلي، الذي يغذي عضلة القلب، يشتكي المريض من حدوث نوبات قلبية بين حين وآخر، وتساعد ممارسة الرياضة البدنية في الوقاية من حدوث ذلك، ويسبب النشاط العضلي – بشكل وقتي – ارتفاعا في مستوى ضغط الدم، وانخفاض مستوى سكر الدم، نتيجة احتراقه لإنتاج الطاقة اللازمة للنشاط العضلي المبذول.واكتشف العلماء فائدة ممارسة الرياضة البدنية في الهواء الطلق، في تقليل فرص حدوث حالة ارتفاع ضغط الدم، واستقرار مستواه في أجسام الأشخاص الذين يعانون زيادة خفيفة فيه، بينما يؤدي تعرض الشخص إلى ضغوط نفسية في زحمة أعماله اليومية وتعامله مع الآخرين إلى ارتفاع مستوى ضغط دمه.

 

الرياضة ومرضى القلب:

تسبب أمراض القلب والأوعية الدموية في كثير من الدول الصناعية، الوفاة بنسبة أكبر من الأمراض الأخرى، تصل – أحيانا – إلى أكثر من 50% من مجموع الوفيات في المملكة المتحدة، وهي بين أكثر الدول في معدل الوفيات نتيجة مرض القلب الإكليلي، لذا وضعت السلطات الصحية البريطانية فيها خطة وقائية بهدف تقليل معدل الوفاة نحو 30% نتيجة هذا المرض حتى نهاية هذا القرن، ويكون الأشخاص ذوو الأعمال الخفيفة أكثر عرضة للإصابة بمرض القلب الإكليلي من الآخرين الذين يمارسون جهدا عضليا أكبر في أعمالهم، وتعاني نسبة كبيرة من الرجال الذين تراوح أعمارهم بين 45 و 54 سنة من خطر حدوث أمراض القلب الإكليلي، ويشجع الأطباء هؤلاء الرجال على ممارسة رياضة بدنية خفيفة بشكل يومي، كما يشتكي نحو 40% من الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 65 و 74 سنة، والذين لا يمارسون أنشطة عضلية كافية، من قلة لياقتهم البدنية وخطر إصابتهم بأمراض القلب، خصوصا المدخنين وزائدي الوزن منهم، وتفيد الرياضة البدنية في زيادة السعة التنفسية للرئتين، وينصح العلماء بممارسة الإنسان رياضة بدنية كافية، ضمن برامج صحية بهدف الوقاية وعلاج مرض القلب الإكليلي، وأمراض أخرى مثل داء السكري، وحدوث اضطرابات هضمية.ويوصون مرضى القلب والدورة الدموية بممارسة أنشطة عضلية معتدلة تسبب حدوث التعرق، على أن يصل عدد ضربات القلب 60 – 80 % من حدها الأقصى فترة لا تقل عن 20 دقيقة كل يوم، وتجنب حدوث حالة الإجهاد الجسمي خلالها.ولسوء الحظ ما زالت تأثيرات النشاط العضلي في فسيولوجية عمل قلب الإنسان غير معروفة بدقة.

 

علاج مرضى السكر:

يجهل كثير من الناس فوائد الرياضة البدنية، وتأثيراتها في عملية الأيض الغذائي للكربوهيدرات في خلايا الجسم، وتستعمل هذه الخلايا خلال النشاط العضلي مركب الجليكوجين المخزن في العضلات لإنتاج الطاقة التي تحتاج إليها، ويستنفد هذا المركب تدريجيا مع مرور الوقت ثم يقوم الجسم بتعريض الجزء المفقود من خلال ال 24 إلى 72 ساعة التالية بواسطة سكر الجلوكوز الموجود بالدم، ومصدره الطعام الذي يتناوله الشخص، وتزداد نتيجة النشاط الجسمي المستمر حساسية مستقبلات هرمون الأنسولين في الخلايا بالعضلات والأنسجة الأخرى، فيما يعرف بآلية توفير الأنسولين، وهي تفيد في تقليل احتياجات الخلايا إلى هذا الهرمون، وبذلك تقلل خطر حدوث حالة نقص إفراز الأنسولين من البنكرياس مع تقدم عمر الإنسان، وهذا يعني فائدة ممارسة مرضى السكر بنوعيه – المعتمد على الأنسولين في علاجه، أو الأدوية الخافضة لسكر الدم – الرياضة البدنية في تقليل كمية ما يستعملونه من العقاقير، وفي التخلص من جزء من الطاقة نتيجة حرق السكر في أثناء المجهود العضلي، وهذا ما يقلل فرص حدوث ارتفاع السكر بالدم.وتفيد الرياضة البدنية مع الحمية الغذائية القليلة السعرات في علاج حالة عدم تحمل سكر الجلوكوز التي يؤدي إهمالها إلى حدوث مرض السكر، في تقليل خطر حدوثه لهم.ويؤكد الأطباء على أثر الرياضة البدنية في علاج مرض السكر، وقد تحدث حالة صدمة الأنسولين للمريض عند ممارسته رياضة بدنية عنيفة خاصة عند استخدام الأنسولين، نتيجة حدوث انخفاض شديد في مستوى سكر الدم، أي تفيد الرياضة البدنية المنتظمة مرضى السكر المعتمدين على الأنسولين في علاجهم في تقليل مقدار الجرعة التي يستعملونها منه، فتساعد ممارسة مريض السكر نشاطا عضليا كافيا على استخدام أجسامهم سكر الدم من دون ارتفاعه.ويعتقد أن السبب الرئيس لمقاومة الخلايا لهرمون الأنسولين في أنسجة جسم زائدي الوزن هو عيب في مستقبلات هذا الهرمون، يؤثر في فعاليته في الجسم، ويصاحب ذلك زيادة أحجام مخازن الدهون في الجسم، وانخفاض قدرة الجسم على التخلص من العناصر الغذائية (كربوهيدرات بروتينات ودهون) الموجودة في الدم بعد تناول وجبة الطعام.

ويمكن لحالة زيادة مستوى الأنسولين في الدم أن تزيد مقاومة هذا الهرمون عن طريق تقليل قدرة مستقبلاته في الخلايا على الاستفادة منه.

كما أن حدوث ارتفاع سكر الدم يؤدي إلى جلب جلوكوز متخصص يقوم بنقل البروتين في الأنسجة التي يستهدفها الأنسولين، وهذا يؤدي إلى زيادة العيوب في مستقبلات الأنسولين في الخلايا وزيادة ارتفاع سكر الدم.

وتؤدي التدريبات الرياضية إلى زيادة سريان الدم إلى العضلات وزيادة حجم الكتلة العضلية، وهذا يقلل من مخازن الدهون كما تزيد حساسية الخلايا للأنسولين وتتجه إلى استعادة حيويتها عن طريق تقليل كل من ارتفاع الأنسولين بالدم وارتفاع سكر الدم.

 

تضاد ارتفاع الدهون في الدم:

أثبتت الدراسات العلمية فائدة ممارسة الرياضة البدنية في الوقاية، وعلاج حالات ارتفاع دهون الدم والكولسترول في الدم، وتفيد ممارسة الرياضة البدنية بشكل كاف في تقليل كمية الدهون، التي تتجمع حول أحشاء البطن، وعدم ارتفاع مستوى دهون الدم.

 

وترتفع نتيجة الرياضة البدنية نسبة البروتينات الدهنية ذات الكثافة المرتفعة في الدم، وتقل نسبة النوع المنخفض الكثافة منها، ويساعد النوع الأول منها على حمل الكولسترول من خلايا الجسم إلى الكبد لتحليله والتخلص منه، وتتحلل البروتينات الدهنية، ذات الكثافة المنخفضة في الدم، ويترسب مركب الكولسترول المرتبط بها على الجدران الداخلية للشرايين، فيقل اتساعها ويؤدي إلى حدوث ما يسمى تصلب الشرايين، فتساعد الرياضة البدنية النوع الحميد من البروتينات الدهنية على حمل الكولسترول للتخلص منه في الكبد، ويكون الحد المثالي للكرلسترول الكلي 180 ملجم أو أقل لكل 100 مل من الدم، ويحتاج الجسم للتخلص من كيلو جرام من الدهون المتجمعة، إلى حرق أو التخلص من 9000 سعر حراري عن طريق التدريبات الرياضية، أو الحصول على طعام يوفر سعرات حرارية أقل من هذا المقدار، وتسبب ممارسة الرياضة البدنية بشكل منتظم كالركض أو الهرولة شعورا بالارتياح النفسي وقلة فرص حدوث الشعور بالاكتئاب النفسي.

 

ضد حدوث البدانة:

لا يمكن إنكار دور الرياضة البدنية في الوقاية من حدوث الزيادة في الوزن، وفي علاج البدانة، وتميل أجسام الأشخاص الأكثر نشاطا عضليا إلى أن تكون أقل وزنا من الأخرين الذي يمارسون أنشطة عضلية خفيفة، ويصاحب حرق الدهون في الخلايا خلال النشاط العضلي لإنتاج السعرات الحرارية، زيادة معدل الأيض الغذائي فيه زمنا قد يطول بعد الرياضة، مصحوبا بكبر حجم العضلات الجسم، فتفيد ممارسة الرياضة البدنية المصحوبة بتغذية جيدة في تحسين الحالة الصحية لجسم الإنسان لأنها تساهم في المحافظة على التركيب المثالي لأنسجته.

 

المرأة خلال الحمل والرضاعة:

يفيد المرأة في أثناء فترة حملها استمرارها في ممارسة الرياضة البدنية بشكل معتدل، ما لم تكن هناك ضرورة طبية تحول دون ذلك، فتساعد التدريبات الرياضية كالمشي، والسباحة، على شعورها بأنها أفضل جسميا ونفسيا، ويجب ألا تمارس رياضة بدنية عنيفة، مثل ركوب الخيل وتسلق الجبال وسباق الماراثون، مخافة إحهاض حملها، وبخاصة خلال الشهور الأولى منه، وتستطيع وضع جدول تدريبات رياضية تناسب جسمها، للمحافظة على رشاقتها ولياقتها البدنية ولا يضر جنينها، وتجنبها السفر الطويل إذا كانت تعاني سهولة حدوث الإجهاض خصوصا خلال الأسبوعين الأخيرين من حملها.كما تفيد ممارسة الأم الرياضة البدنية خلال فترة الرضاعة الطبيعية لطفها في محافظتها على لياقتها البدنية والنفسية.

 

المرأة في سن اليأس:

هناك اهتمام متزايد بدور الرياضة البدنية في حياة المرأة بعد توقف طمثها، لتخفيف حدة حدوث حالة مسامية، أو تخلخل العظام، تصاحب حدوث نقص في إفراز هرمون الأستروجين المسؤول عن تنبيه الخلايا البانية للعظام وتنشيطها، ومن ثم حدوث سحب مستمر لعنصر الكالسيوم من عظمها، ويفيد النساء خلال هذه الفترة من حياتهن، ممارسة الرياضة البدنية في تخفيف حدوث هذه الحالة المرضية، لكن تسبب الرياضة البدنية العنيفة تفاقم شدتها وتزداد فرص إصابتهن بالكسور في العظام، ويلجأ الأطباء – أحيانا – إلى وصف المستحضرات الدوائية لهرمون الأستروجين لبعض النساء في سن اليأس تفاديا لوجود رقابة طبية مباشرة.

 

تأثيراتها النفسية:

تأكدت فائدة ممارسة الإنسان الأنشطة العضلية في حياته اليومية في تقليل شكواه من حدوث الاكتئاب النفسي وشعوره بأنه أفضل صحيا، وفي تحسين شكل جسمه إذ تدخل السرور إليه، وينعكس ذلك إيجابيا على نفسيته وتعامله مع الآخرين، ويؤثر الخمول وقلة النشاط في مزاج الشخص ونفسيته، فتساعد الرياضة البدنية على دخول حجم أكبر من الهواء إلى الرئتين، ومن ثم وصول حجم أكبر من غاز الأوكسجين إلى الخلايا، فينشط عملها فينعكس تأثير ذلك إيجابيا على نفسيته.

 

ضد أمراض أخرى:

كما عرفت فائدة ا لرياضة في الوقاية وفي علاج أمراض أخرى مثل تقليل فرص حدوث مرض الفالج (النشبة)، وينصح الأشخاص الذين يعانون الإمساك ممارسة نشاط عضلي كاف، لمساعدة أمعائهم على التخلص من فضلات الطعام المتجمعة فيها، ويكثر حدوث حالة الإمساك في الأشخاص الذي يلازمون السرير نتيجة الإصابة بأمراض مزمنة أو كسور، كما تكون ممارستهم الأنشطة العضلية – ولو كانت في حدها الأدنى – ضرورة لهم، لتفادي تكون قروح السرير في ظهورهم، وما تسببه من مضاعفات صحية خطيرة على حياتهم، وتكون التدريبات الرياضية ذات أثر مهم في تأهيل المصابين بالكسور، ورض في اليدين والرجلين وغيرهما، ومساعدتهم على عودة أطرافهم إلى ممارسة أنشطتها الطبيعية، ويستطيع المرضى التكيف مع نوع التدريبات الرياضية المطلوبة، وزمن ممارستها عند استشارتهم الأطباء الاختصاصيين.

 

اختبار الجهد للقلب:

يحدد طبيب القلب بواسطة اختبار الجهد كيفية استهلاك جسم الشخص غاز الأوكسجين والحالة الصحية لقلبه، ويلاحظ خلاله التغيرات التي تحدث في مستوى ضغط الدم، وتخطيط القلب كهربائيا، وتحديد عدد ضرباته كل دقيقة، ويفيد في التشخيص السريري لبعض أمراض القلب، مثل حالة عدم انتظام ضربات القلب أو نقص التروية الدموية فيه.

 

مخاطرها الصحية:

لا تكون الرياضة البدنية ذات تأثيرات سلبية في جسم الإنسان ونفسيته في جميع مراحل حياته عندما تكون بحدود قدراته، لكن قد يسبب النوع العنيف منها للفتيات، كالركض مسافة طويلة، ولعب الجمنزيوم، والباليه، حدوث حالة القمة العصبي، ويؤخر حدوث البلوغ لهن، ويحدث في أحوال كثيرة حالة قلة الحيض للنساء، كما قد تسبب الرياضة البدنية العنيفة مثل سباق الماراثون، والجمنزيوم حدوث نوبات قلبية حادة والموت المفاجئ، خاصة للأشخاص الذين يعانون أمراضا في القلب مثل قصور قلبي إكليلي، وآخرين مدمنين على التدخين ويعانون ارتفاعا في كوليسترول الدم، وتصلب الشاريين، ولهم تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب.

 

التغذية في أثناء الرياضة البدنية:

هناك علاقة وثيقة بين الطاقة التي يستهلكها جسم الإنسان في أثناء ممارسته الرياضة البدنية وكمية ما يتناوله من طعام خلالها، ويفيد حصوله منها على الفواكه والخضروات كمصدر للفيتامينات، والأملاح المعدنية والألياف الغذائية وتناول أغذية عنية بعنصر البوتاسيوم كالموز والحمضيات والبطاطس لأهمية هذا العنصر لعمل العضلات بما فيها القلب، وكذلك توفير الطعام والشراب ما يفقده الجسم من عنصر الصوديوم نتيجة العرق الشديد في أثناء ممارسة التدريبات الرياضية العنيفة، وتعويض السوائل المفقودة من الجسم بشرب أحجام كافية من السوائل.

 

توصيات:

هناك شيء أساسي في برنامج الحياة اليومية للإنسان وهو الحاجة إلى الرياضة البدنية على شكل: مشي أو سواه لفائدتها لجسمه وعقله.

 

تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة البدنية حتى تصبح من عاداتهم اليومية، وكذلك حث النساء والرجال على إجرائها من دون استثناء كبار السن منهم.

 

ممارسة الشخص رياضة بدنية مثل المشي فترات أطول وأسرع بشكل تدريجي ضمن حدود قدرات جسمه.

 

تجنب ممارسة الشخص العادي رياضة بدنية عنيفة، واستشارة الطبيب عند حدوث ارتفاع شديد في ضغط الدم خلالها لتشخيص أسبابه.

 

يوصي الأطباء بعدم زيادة عدد ضربات القلب للشخص البالغ في أثناء ممارسته التدريبات الرياضية على 140 نبضة كل دقيقة، وعدم قيامه بتمارين بدنية شاقة تزيد على 15 دقيقة، خصوصا إذا كان من غير محترفي الألعاب الرياضية.

 

الدكتور محيي الدين عمر لبنية

استشاري تغذية بمستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة

نقلا عن مجلة الفيصل العلمية

 

 

 

 

The best bookmaker in the UK William Hill - whbonus.webs.com William Hill