مستحضرات التجميل الدوائي والتجميلي في قوانين الطب والصيدلة

الدكتور علي بن عطاالله الردادي

 

لا يوجد أي نوع من مستحضرات التجميل يمكن أن يطلق عليه الأفضل لأن جميع المستحضرات متشابهة، وتختلف أساسا باختلاف الرائحة والملمس وسهولة الاستخدام، علما بأن ارتفاع السعر أو انخفاضه لا يحمل دلالة على جودة المنتج.

 

باستطاعة أي شخص اختيار ما يناسبه من مستحضرات التجميل المتوفرة في الأسواق، وغالبا يتطلب الأمر مساعدة المختصين من أطباء الأمراض الجلدية والتجميل لاختيار النوع الملائم للبشرة.

يكثر الحديث دوما عما يتوافر في الأسواق من مستحضرات كيميائية موضعية أو غيرها، وهل تصنف تحت قائمة الأدوية توصف فقط من قبل الطبيب وتعامل بموجب أنظمة الدواء من حيث السعر والتوزيع أم هي مستحضرات تجميل يمكن أن توزع بدون وصفة طبية ولا ينطبق عليها الشروط الخاصة بالأدوية.

لتوضيح الفرق بين هذين النوعين نذكر النقاط التالية:

النوع الأول الأدوية:

هي كل مادة تستخدم وينتج عنها تغيير في تركيب الجسم أو في عمله.

النوع الثاني مواد التجميل:

هي كل مادة تستخدم ولا ينتج عنها تغيير في تركيب الجسم أو في عمله.

لتوضيح الفرق بين هذين النوعين نأخذ مثلا المستحضرات المستخدمة للعرق:

المستحضر الذي له خاصية تقليل العرق مع تحسين رائحته هو دواء لأنه يغير من وظيفة الجسم في التقليل من إفراز العرق (Deodorants).

المستحضر الذي له خاصية تحسين رائحة العرق بدون تقليل من إفرازه هو تجميلي وليس دواء لأنه لا يغير من وظيفة الجلد (Antiperspirants).

قوانين الطب والصيدلة فصلت هذا الأمر وحددته بوضوح وشكلت لهذا الغرض جمعيات دولية للتحقق من حسن وسلامة استخدام المواد والمستحضرات الكيميائية بعد التأكد من المكونات الأساسية لكل مادة لتصنيفها كدواء أو غير ذلك.  ورغما عن ذلك فإننا نجد إلى الآن من يستخدم أو يوزع مواد التجميل على أساس أنها أدوية والعكس صحيح.

من الأمثلة على مستحضرات التجميل غير الدوائية نذكر الصابون، والشامبوهات، والإضافات العطرية، ومحسنات الروائح، ومواد الوقاية من الشمس، والكولونيا.  وكلها لا تندرج تحت قائمة الأدوية.

يجدر الإشارة هنا أن القوانين التي تنظم استخدام الأدوية أكثر صارمة من تلك التي تتحكم في مستحضرات التجميل وتقوم المنظمات الدولية والهيئات المسئولة عن الصحة في جميع البلدان بما فيها المملكة العربية السعودية بالحرص والمتابعة ومطالبة جميع شركات الأدوية والشركات الأخرى ذات العلاقة بوجوب إرفاق إثباتات علمية ومراجع مهنية لكل من هذه المستحضرات عند التسجيل، إضافة إلى قيام الجهات المعنية بإجراء التجارب العلمية والطبية الخاصة قبل فسح أي منها حرصا على سلامة الإنسان.

من الضروري على جميع العاملين في الحقل الصحي من أطباء وصيدلانيين التأكد من أن الأدوية المصروفة مكتوب عليها وبوضوح التركيب الكيميائي الخاص بها والمعلومات الهامة الخاصة بالمنتج لكي تعم الفائدة ويتم تلافي الضرر.

الدكتور علي عطاالله الردادي

استشاري ورئيس قسم الأمراض الجلدية

مستشفى الملك خالد للحرس الوطني بجدة