ما الذي تودُّ أن تعرفه عن الثعلبة؟

الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن النوشان

 

تعتبر الثعلبة البقعية مرضاً شائعاً نسبياً، ويصيب ما يقارب 2 بالمائة من مجموع السكان العام. يحدث لدى الرجال والنساء بالتساوي وفي جميع الأعمار.

تظهر الثعلبة البقعية على هيئة بقع فاقدة الشعر تماماً، ذات أشكال وأحجام مختلفة ويكون الجلد المغطي للثعلبة ناعماً أملس وغير ضامر.

تعتبر فروة الرأس أكثر الأماكن إصابة ويمكن حصول الإصابة في أي منطقة مشعرة من الجسم كالذقن واللحية والأطراف. وقد تكون الثعلبة من النوع البسيطة، وهي عبارة عن بقعة واحدة أو أكثر، وعادة ما يعود نمو الشعر في هذا النوع من الثعلبة خلال سنة، أو يكون شاملاً لكامل شعر فروة الرأس، في بعض الحالات النادرة يسقط الشعر في فروة الرأس والجسم معاً.

من المفيد أن نذكر أن شدة تساقط الشعر ليست دوماً علامة سيئة ما دامت جذور الشعر حية، وإن إعادة نمو الشعر من جديد ممكنة حتى في غياب العلاج ولو بعد سنوات عديدة.

ما هي العوامل المثيرة أو المحرضة لظهور الثعلبة؟

دلت الدراسات الحديثة على وجود اضطراب مناعي موضعي يؤدي إلى تثبيط نمو جذور الشعر.

هل تعتبر الثعلبة مرضاً وراثياً؟

نعم هناك دور ما للوراثة في المرض ففي 20% من الحالات هناك تاريخ لإصابة أحد أفراد العائلة بالثعلبة، كما وجد ارتفاع نسبة الإصابة بالثعلبة لدى الأشخاص ذوي التاريخ العائلي الإيجابي للربو، التهاب الأنف التحسسي، الإكزيما البنيوية أو أحد الأمراض المناعية الأخرى مثل اضطرابات الغدة الدرقية، الداء السكري، الروماتيزم والبهاق.

هل هناك دور للتوتر النفسي في حدوث الثعلبة ؟

لا يعتبر التوتر النفسي سبباً كافياً لإحداث الثعلبة حيث أن العديد من الحالات لا ترافق هذا التوتر كما أن السيطرة على التوتر النفسي لا تشفي الثعلبة نفسها.

ما هي الأجزاء الأخرى من الجسم التي يمكن أن تصاب بالثعلبة؟

قد يحدث في بعض الحالات الشديدة تنقر في الأظافر.

هل الثعلبة مرض معد؟

لا لأن السبب ليس التهاباً بالفيروسات أو البكتيريا أو الفطريات.

ما مدى تأثير الثعلبة على الحياة اليومية؟

لا تعتبر الثعلبة من الأمراض التي تسبب إعاقة طبية فعادة ما يكون مرضى الثعلبة في صحة جيدة تماماً، وتكمن المشكلة في التأثير عادة ما يتم التغلب عليه بمعرفة الحقائق الطبية حول أسباب وطبيعة هذا المرض.

في جميع الأحوال يجب على المرضى عدم تقييد حياتهم اليومية بسبب الثعلبة لأن بإمكانهم العيش بصورة طبيعية تماماً.

هل هناك شفاء للثعلبة البقعية؟

الإجابة على هذا السؤال ليست بالأمر السهل، لأن نمو الشعر التلقائي وارد جداً ولو بعد سنوات وهناك علاجات متنوعة وعديدة ذات فائدة جيدة بإذن الله.

ما هي العلاجات المتوفرة لعلاج الثعلبة البقعية؟

هناك علاجات متعددة للثعلبة وبشكل عام يعتمد العلاج على عمر المريض، أماكن ودرجة الإصابة. ومن هذه العلاجات :

الكورتيزون الموضعي: على شكر مراهم، كريمات أو محاليل .

حقن الكورتيزون: ويتم بيد طبيب الجلد، ويمكن تكراره ويلاحظ عادة نمو الشعر خلال 4 أسابيع وهذا النوع من العلاج لا يمنع من ظهور بقع جديدة.

المينوكسيديل الموضعي: يستعمل المينوكسيديل ذو التركيز 2 أو 5% موضعياً.

الانثرالين: يطبق موضعياً بتركيز معين لمدة حوالي 30 – 60 دقيقة ، ومن المضاعفات الجانبية لهذا الدواء تهيج الجلد والتصبغات البنية التي تقل تدريجياً مع تكرار تطبيق الدواء.

ومن الضروري عدم تماس هذا الدواء مع العيون ويجب غسل اليدين جيداً بعد استخدامه.

العلاجات المناعية الموضعية: مثل مركبات DPCP، DNCB حيث يتم تطبيق هذه المركبات تحت إشراف الطبيب بتراكيز معينة تزداد تدريجياً ويعود شعر فروة الرأس للنمو لدى نصف المرضى المعالجين بهذا النوع من العلاج خلال 6 أشهر من استخدامه.   

الدكتور عبد العزيز بن عبدالرحمن النوشان

استشاري أمراض طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر