الليزر وتطبيقاته في طب الجلد

الدكتور مهند علي الجندي

مبدأ العلاج بالليزر:

 

كلمة LASER اختصار لِعبارة   Light Amplification by Stimulated Emission of Radiation      أي تضخيم الضوء عن طريق الإصدار المحثوث للإشعاع . وبشكل مبسط يمكن القول أن الليزر هو حزمة مضخَّمة من أشعة الضوء المتوازية والمتراصة ذات طاقة كبيرة جدا تؤثر في أهداف محدّدة بنوعية عالية.

يعتمد استخدام الليزر في طب الجلد على امتصاص جزيئات محدّدة لحزمة الليزر، هذه الجزيئات تدعى حامل الصباغ، ولدى امتصاصها للليزر تتولّد حرارة عالية جدا في أجزاء من الثانية  من شأنها أن تحقّق الأهداف العلاجية إذا تم التعامل معها بشكل صحيح. مثلا، يعالج الوشم بليزر يتوافق مع نوع المادة المستخدمة في رسمه، بحيث يؤدّي امتصاص هذه المادة لحزمة الليزر إلى انتشار حرارة عالية تفجّر الخلايا التي تحتوي جزيئات الوشم.

تطبيقات الليزر في طب الجلد:

إزالة الشعر:

يعتمد مبدأ إزالة الشعر على امتصاص الصباغ الموجود فيها لحزمة الليزر وبالتالي توليد حرارة عالية تخرّب الخلايا المولّدة في جريب الشعرة . يمكن الاستنتاج مما سبق أن فعالية الليزر تقتصر على الشعر الحاوي على الصباغ، أي قاتمة اللون، أما الشعر الأبيض والأشقر فلا يفيد فيها الليزر. أيضا بما أن الصباغ موجود بكثافة عالية في البشرة لدى ذوي البشرة القاتمة فهذا يعني امتصاص بشرتهم لجزء هام من حزمة الليزر أثناء إزالة الشعر، ما يسبب أذية حرارية (حرق) للبشرة.  إذا يكون الليزر أكثر فعالية وسلامة لدى ذوي البشرة الفاتحة (البيض) والشعر القاتم.

تستخدم عدة أنواع من الليزر في إزالة الشعر: ليزر Diode، ليزر Ruby، ليزر Alexandrite، ليزر ND:YAG، وهذا الأخير هو المفضّل لدى ذوي البشرة السمراء والسود.

تتطلب إزالة الشعر عدّة معالجات بفاصل 8 – 12 أسبوعا، وقبل كل معالجة يجب حلاقة الشعر، كما يجب عدم تطبيق مُفتحات اللون (التشقير) خلال فترة العلاج . يعتبر الليزر من طرائق الإزالة الدائمة للشعر، لكن في الكثير من الحالات يعود الشعر للنمو بعد بضعة أسابيع، وهذا يعتمد على جرعة الطاقة المستخدمة في المعالجة، وأحيانا يعتمد على المريض المعالَج، فبعض النساء تحصل لديهن زيادة في نمو الشعر بدلا من زواله دون معرفة السبب.

علاج الوشم tattoo)):

يعتمد نوع الليزر المستخدم على لون الوشم، فالوشم التقليدي الذي يبدو من خلال الجلد بلون رمادي إلى أخضر يتركب من الفحم الأسود الذي يمتص كل أطياف الضوء، مما يجعل علاجه ممكنا وسهلا بالعديد من أنواع الليزر.  يعالج الوشم الأزرق (الكوبالت) والوشم الأخضر( الكروم) بليزر Ruby  أو Alexandrite  .

 يعالج الوشم الأحمر بليزر Double Frequency ND:YAG . عموما تعتبر الألوان الأصفر والبرتقالي والأبيض في الوشم صعبة العلاج.

يتطلب العلاج 6 – 12 جلسة في العادة.

علاج الشامات والوحمات:

يمكن علاج النمش والشامات البسيطة والشامات الشيخية التي تظهر على الوجه وظهر اليدين بسهولة باستخدام أي نوع من الليزر تقريبا.

يمكن علاج الوحمات الصباغية المكتسبة بليزر Ruby أو Alexandrite أو ND:YAG في الحالات التي يكون فيها التشخيص واضحا، أما الوحمات الصباغية الخلقية فيفضل عدم استخدام الليزر قي علاجها نظرا لخطورة التسرطن.

يمثل الليزر العلاج الأساسي لوحمة أوتا، وهي نوع من الوحمات التي تظهر في السنة الأولى من العمر أو حول البلوغ، خصوصا لدى النساء الآسيويات، بشكل بقعة بلون رمادي أو بني مزرق على الوجنة والصدغ حول العين وقد تصيب صلبة العين أيضا كما في الشكل المجاور.

علاج الشعيرات الدموية والدوالي الوريدية:

يمكن علاج الشعيرات الدموية الصغيرة (كالتي تظهر على الوجه لدى النساء كثيرات التورّد أو نتيجة التعرض المزمن لأشعة الشمس) بليزر KTP أو PDL، بينما تعالج التوسّعات الوريدية السطحية التي تظهر على الساقين بليزر ND:YAG.

علاج الوحمات الوعائية:

يمثل ليزر PDL العلاج الأساسي لوحمة قربة النبيذ المبينة في الشكل المجاور، وهي تشوه وعائي يظهر منذ الولادة على الوجه أو على الأطراف بشكل بقعة حمراء تشحب بالضغط . ينصح ببدء المعالجة بسن مبكّرة قبل دخول الطفل للمدرسة، لأن الوحمة تصبح أكثر ارتفاعا واغمقاقا مع الزمن، ويصبح علاجها أصعب بكثير.

علاج الندبات والتجاعيد:

يستخدم ليزر CO2 أو ER:YAG، حيث تعمل حزمة الليزر كأداة جراحية تزيل الطبقات السطحية من الجلد بدقة عالية ليتم إعادة تسوية سطح الجلد، وبالتالي اختفاء الندوب كالحفر التي يتركها حب الشباب، والتجاعيد الصغيرة . هذا النوع من الليزر لا يخلو من المخاطر كالتندب المعيب والإنتان وخلل التصبغ، لذا يجب التعامل معه بحذر كبير .

تستخدم أنواع أخرى من الليزر غير الجراحي مثل Mid- IR Diode وMid-IR ND:YAG  و ER:Glass  لعلاج تجاعيد الوجه وشيخوخته، وهي أقل فعالية من الأنواع المذكورة أعلاه، لكنها أكثر سلامة، ولا تتطلب فترة نقاهة بعد المعالجة.

حديثا تم تطوير ليزر Fraxel، حيث يتم توزيع حزمة الليزر إلى حزم صغيرة تؤثر على أعمدة دقيقة في الجلد مع بقاء الجلد بين هذه الأعمدة سليما مما يسمح بشفاء سريع . تفيد هذه التقنية في علاج الندبات والتجاعيد والتصبغات.

مخاطر الليزر:

يمكن أن تحدث حروق جلدية  أو زيادة تصبغ تالية للمعالجة خصوصا لدى ذوي البشرة القاتمة، يمكن تجنبها بالتقنية الجيدة واستخدام التبريد المرافق.

قد تحدث حرائق في غرفة العمليات في حال استخدام الأوكسجين أو وجود القماش والأغطية الجافة، خصوصا مع ليزر CO2.

يمكن أن يسبب الليزر أذية للعين قد تصل لفقدان الرؤية، لذا تستخدم نظارات خاصة للمريض والطاقم الطبي خلال المعالجة.

يمكن أن يؤدي استنشاق الأبخرة المتصاعدة من الجلد المعالج لدى استخدام ليزر CO2 إلى تهيج وتحسس القصبات، كما يمكن أن ينقل بعض العوامل الممرضة كالفيروسات المسببة للثآليل.

هل يمكن استخدام الليزر لدى الحامل؟

لا يحمل الليزر المستخدم في طب الجلد أي خطر للجنين، لذا يمكن استخدامه بأمان لدى الحامل.

الدكتور مهند علي الجندي

استشاري أمراض وجراحة الجلد

مركز الجلد والحساسية – الرياض