الثعلبة البقعية

الدكتور عمر بن عبدالعزيز آل الشيخ

 

هي عبارة عن منطقة أو مناطق تساقط شديد للشعر تتراوح ما بين محدودة إلى واسعة، تكون غير مصاحبة أو مسبوقة لالتهاب جلدي، وتصيب كل مناطق نمو الشعر على وجه العموم لكن وعلى وجه الخصوص تكون منطقة فروة الرأس أكثر تعرضا للإصابة من باقي مناطق الشعر.  

ما نسبة حدوث الثعلبة البقعية وانتشارها؟

في الغالب تصيب الثعلبة البقعية وبشكل أكبر من هم أصغر من 25 عام وتصيب كلا الجنسين لكن بنسبة أعلى قليلا لدى الرجال أي بواقع 1 : 2 تقريبا . وتعتبر الثعلبة البقعية من الأمراض الجلدية الشائعة فقدرت نسبة الإصابة بها في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 0.1- إلى 1% في حين تقدر بحوالي 3% من مجمل الحلات المصابة بأمراض الجلدية.

 

ما هي مسببات الثعلبة؟

تعتبر الثعلبة البقعية أحد أمراض المناعة الذاتية حيث يحدث خلل في تعرف خلايا الدم البيضاء، وتحديدا أحد الأنواع الفرعية للخلايا التائية على بصيلة الشعر في منطقة الإصابة، مما يؤدي إلى محاربتها من قبل الجهاز المناعي للمريض ، وهي مرض غير معدي لا يسببه أي ميكروب، وإلى حد كبير يعتبر مرض عائلي، فترتفع نسبة احتمال الإصابة بالثعلبة إذا كان أحد أفراد الأسرة مصاب بها، كما وجد أن إصابة المريض أو أحد أفراد أسرته بأحد أمراض المناعة الذاتية مثل أمراض الغدة الدرقية أو البهاق أو السكري أو بعض أمراض التحسس كالربو وحمى القش وإكزيما الأطفال ترفع نسبة الإصابة بالثعلبة، ولم تثبت الدراسات وجود أي علاقة للضغوط النفسية وهذا النوع من الثعلبة.



ما أعراض الثعلبة البقعية؟

يبدأ تساقط الشعر تدريجيا دون ألم او حكة خلال أسابيع إلى أشهر إلى أن تصبح المنطقة واضحة الحدود وخالية تماما من الشعر دون ظهور أي أعراض مرضية على فروة الرأس، لكن قد تكون مصاحبة لإحمرار خفيف في بعض الأحيان ،وقد تستمر بقعة الثعلبة دون تطور لفترة زمنية طويلة تصل إلي عدة أشهر أو قد تزيد في الحجم أو قد تظهر بقع أخري في أماكن مختلفة أو قد تتحسن تلقائيا ، وقد يظهر تنقر في الأظافر في بعض حالات الثعلبة حيت تشترك الثعلبة في هذه الخاصية مع أمراض أخري مثل الصدفية والأكزيما.

 

كيف يتم تشخيص وعلاج الثعلبة البقعية؟

يتم تشخيص المرض إكلينيكيا من قبل طبيب مختص في الأمراض الجلدية، وقد يضطر الطبيب في بعض الحالات النادرة إلي إجراء بعض التحاليل المخبرية أو أخذ قشرة لزرعها أو أخذ خزعة من المنطقة المصابة، ويجب التركيز على التأثير النفسي للثعلبة فقد يكون هذا التأثير كبيراً، فكثير من المرضي يقلقون من تطر الحالة إلي صلع دائم وشديد ، لذا يلجأ الأطباء إلي طمأنة المريض وشرح طبيعة المرض بشكل مفصل، فإمكانية الشفاء من الثعلبة بدون علاج كبيرة جداً ولو استغرق الأمر سنوات.

 

وهناك طرق عدة لعلاج الثعلبة البقعية تختلف بحسب رؤية الطبيب ومدي انتشار المرض ومناطق الإصابة، كما وتختلف الاستجابة من مريض إلى آخر، ولا توجد علامات كثيرة تحدد إمكانية استجابة المريض للعلاجات المستخدمة، ففي بعض الحالات قد لا تستجيب الثعلبة للعلاج، وفي كثير من الحالات يتم الشفاء دون استخدام علاج، ولا يوجد علاج دائم يمنع ظهور بقع جديدة ومن ضمن العلاجات المستخدمة:



1)  الكورتيزون الموضعي على شكل مراهم، وكريمات أو محاليل أو عن طريق الإبر، ويلاحظ نمو الشعر خلال أربعة أسابيع.

 

2)     المينوكيديل الموضعي: يستخدم بالتركيز التالي 5.2 % موضعيا.

 

3)  الأنثرالين : موضعيا بتركيز معين لمدة 30 إلي 60 دقيقة، ومن الأعراض الجانبية لهذا الدواء تهييج الجلد والتصبغات البنية التي تقل تدريجيا مع تكرار وضع الدواء.

 

قد تستجيب الثعلبة إلى بعض أنواع العلاج الشعبي التقليدي الذي ينتج عنه تحسن مثل الثوم ولكن لا ينصح أبداً باستخدامه لما قد يسببه من مضاعفات شديدة.

 

ومن علامات الاستجابة للعلاج ظهور شعر أبيض والذي يتحول بدوره في الغالب إلى اللون الطبيعي للشعر.

 

 

الدكتور عمر بن عبدالعزيز آل الشيخ

أمين عام رابطة أطباء الجلد العرب

نوفمبر 2008م – فبراير 2013م