الجلد: ذلك الدّرع الواقي ـ الجزء الثاني والأخير

الدكتور عبدالله بن محمد العيسى

 

نستكمل معكم اليوم ما بدأناه في الماضي من حديث عام عن الجلد وخصائصه ومكانة الجلد بين سائر أعضاء الجسد الأخرى.

 

 

الحماية من أشعة الشمس:

في الطبقة العميقة من الجلد -حيث يتم تشكل الخلايا الجديدة - يتلون الجلد بمادة تلوينية تدعى الميلانين. والغرض منها هو منع المزيد من أشعة الشمس الخطرة من إتلاف الأنسجة.

 

كذلك يتأثر لون الجلد بمادة ملونة تدعى الكاروتين ثانية صفراء اللون. وبوجود الأوعية الدموية يتكون الجلد  بإعادة الهيم.

 

 

 

 

إن تأثير أشعة الشمس على الجلد يختلف باختلاف الوقت السنوي والمنطقة الجغرافية والسعة من النهار. وبوجه عام، فإنه بعد مرور عشرين دقيقة على التعرض لشمس الصيف في منتصف النهار، يظهر احمرار على الجلد. وهذا الاحمرار الجلدي ( Erythema ) قد لا يظهر للعيان إلا بعد انقضاء عدة ساعات على التعرض للشمس . فإذا كانت " جرعة " أشعة الشمس شديدة فقد يتحوّل الاحمرار إلى فقاعات وتقشر في الطبقة الخارجية من الجلد.

 

وما لم يكن الاحتراق الشمسي شديداً فإنه يتلاشى خلال بضعة أيام وعندها يكتسب الجلد تدريجياً لونا أدكن يسمى السفع Suntan أو السمرة. وهذا اللون البني ينتجه الميلانين الموجود عادة في أسفل طبقة البشرة.

 

إن هذا الاحمرار أو السفع سببه توسع أو تورم الأوعية الدموية تحت البشرة.

 

والنمش سببه ظهور مناطق صغيرة من مادة التلوين ( الميلانين ). وهو عادة يخف أثناء أشهر الشتاء ويزداد صيفاً.

 

 

نوعان من الغدد:

تحتوي الأدمة  نوعين رئيسيين من الغدد . أولها هو الغدد العرقية. وهي تبدو تحت المجهر كأنبوب شديد الالتفاف على نفسه، وذلك في أغوار الأدمة. وأما النوع الثاني من الغدد فهو الغدد الدهنية. وهذه توجد عادة في منابت الشعر أو على مقربة منها. وهي موجودة في كل أجزاء الجلد ما عدا الراحتين وأخمص القدمين. والغدد الدهنية كثيرة في جلد الوجه وفروة الرأس والغاية منها هي منع جفاف الشعر والجلد وتقصفهما. والغدد الدهنية في الأذن المنتجة للصملاخ، أو شمع الأذن هي شبيهة بالغدد الدهنية على الجلد.

 

وقد يحدث بين وقت وآخر ولا سيما أثناء البلوغ أن تسد إحدى الغدد بسبب ازدياد نمو الخلايا. ولدى تعدد الخلايا الدهنية المسدودة أطلق عليها اسم حب الشباب ( Acne ). وهذه الحالة قد تتحسن عن طريق غسل الجلد بوفرة بالصابون والماء وذلك لإزالة الزيت الزائد.

 

 

الشعر على الجلد:

إن هناك أنواعا عديدة من الشعر تؤلف جزءاً من الجلد. والشعر الموجود في سائر أنحاء الجلد ما عدا الراحتين وأخمص القدمين.

 

ولكل شعرة أصل، مكانه في أسفل منبت الشعرة. ولها أيضا قصبة أو عمود يمتد مجتازاً رأس المنبت.

 

وتلتصق بمنابت الشعر حزمة صغيرة من الألياف العضلية اللاإرادية. وبتأثير البرد أو العاطفة تتقبض ألياف العضلات مما يسبب انتصاب الشعر. إن عمل العضلات الدقيقة هذه يسبب ظهور القشعريرة " لحم الاوزة ".

 

تتطور منابت الشعر كجزء من أجزاء طبقات الجلد. وبعد تطورها ينبت الشعر صاعدا منها. وهكذا فإن الشعر في حقيقته هو شكل خاص من الجلد ذاته. وينطبق هذا التشبيه أيضا على أظافر اليدين والقدمين.

 

إن أصل الظفر يحتوي على فجوات غنية بالأوعية الدموية الدقيقة. وتضفي هذه الأوعية على المنطقة الواقعة تحت الظفر اللون الأحمر المألوف.

 

وفي الجلد عدد كبير من الأوعية الدموية الصغرى. وهذه الأوعية هي التي تسبب تضرّج الوجه بالحمرة عند الخجل. كما أن علامة الوحمة تنشأ عن لطخ تلوينية في الجلد وهي شبيهة من هذه الناحية بالنمش.

 

والإنسان الأمهق ( أبيض الجلد والشعر ) هو الإنسان الذي لا يحتوي جلده إلا على قدر قليل من مادة التلون ( الميلانين )، ويوصف خطأ بالأبرص، وهو شديد البياض ( Albino ). وأمثال هذا الشخص يجب أن لا يعرضوا جلودهم لأشعة شمس الصيف. كما أن عيونهم شديدة التحسس بالضوء الشديد.

 

 

الدكتور عبد الله بن محمد العيسى

استشاري أمراض طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر