تســـــاقط الشعــــــر عند الإنــــــاث

يعد الشعر من أهم العناصر الجمالية لدى الأنثى وهناك العديد من الأمراض التي تؤدي إلى تساقط الشعر وبالتالي : تؤدي إلى قلق وتوتر بهذا الخصوص وتعاني بعض الإناث من فقد الثقة بالنفس بسبب الصلع.

يختلف معدل تساقط الشعر الطبيعي من أنثى لأخرى ولكن المعدل اليومي لا يتجاوز 150 شعره وهذا يعد طبيعياً لأنه لا يسبب فراغات بفروة الرأس كما أنه يتم تعويضالشعر المفقود بطريق طبيعية لكن هناك حالات يزيد فيها التساقط عن هذا العدد فتسبب قلة في كثافة الشعر أو صلع في مناطق محددة.

وإذا كان فقد الشعر في منطقة صغيرة ومحددة فقد يكون بسبب الثعلبة أو شد (نتف) الشعر القهري وسيتم الحديث عن هذين المرضين في مواضيع مستقلة في أعداد قادمه بمشيئة الله.

أما في حالة قلة كثافة الشعر بشكل عام أو في مناطق دون أخرى بحيث لا يمكن رؤية منطقة صلعاء فلذلك عدة أسباب فمن ذلك ما يعرف بصدمة الشعر (أو سقوط الشعر في مرحلة الركود) ويحصل ذلك عادة بعد الولادة بعدة أشهر. وتفسير هذه الظاهرة هو أن الهرمونات الأنثوية تزيد في الحمل فتزيد من كثافة الشعر (فيزداد عدد الشعرات في مرحلة السقوط) وبعد الولادة تنخفض هذه الهرمونات فيظهر أثر ذلك على الشعر بعد عدة أشهر فتدخل كمية كبيرة من الشعر في مرحلة السقوط دفعة واحدة مما يؤدي إلى تساقط شعر ملحوظ.  ولكن المطمئن في الموضوع أن الشعر غالباً يعود لحالته الطبيعية بعد عدة شهور من سقوطه.

وقد يحصل ما يشبه ذلك بعد تعرض المرأة لصعوبات جسمية (مثل عملية جراحية أو حمى شديدة) أو رجيم قاسي أو صعوبات نفسية.

وهناك بعض الأدوية قد تحدث حالة مشابهة مثل حبوب منع الحمل وكذلك الأدوية المسيلة للدم مثل الوارفرين وغيرها.

وعند أخذ العلاج الكيمياوي لمرض السرطان فإن ذلك يؤدي إلى سقوط معظم أو كل الشعر دفعة واحدة وذلك بفعل إيقاف هذا العلاج لنمو خلايا الشعر الطبيعي (ولذا يسمى بتساقط الشعر في مرحلة النمو).

وهناك كذلك ما يسمى بالصلع النسائي الشائع أو الصلع الاندورجيني وهو شبيه بصلع الرجال الشائع في آلية حدوثه حيث يرتبط بهرمونات الذكورة.

ولكنه يختلف في مظهره عند النساء عن الرجال ففي الرجال يتراجع الخط الأمامي للشعر وقد تصبح مقدمة وحتى منتصف الرأس منطقة صلعاء و بينما في السيدات لا يتراجع الخط الأمامي للشعر ولكن يصبح الشعر في مقدمة الرأس ووسطه (خلف الخط الأمامي للشعر) أقل كثافة وكذلك يحصل نقص عام في كثافة الشعر بسبب نقص الحديد أو اعتلالات الغدة الدرقية.

وهناك أنواع من الصلع تحدث بسبب تليف في فروة الرأس مثل حالات الحزاز الشعري (الذي يصيب فروة الرأس) وكذلك الذأب القرصي, والمشكلة في هذه الحالات هو عدم نمو الشعر في المناطق المتليفة حتى بعد العلاج.

 

*كيف يتم تشخيص أمراض تساقط الشعر لدى الإناث؟

نحتاج أولاً لأخذ تاريخ مفصل للحالة مثل العمر وفترة التساقط وهل هناك تعاطي لأدوية معينة أم لا وهل حصل بعد الولادة أوبعد حمى شديدة أو  بعد رجيم قاسي . وهل هناك حكه أو التهابات في المنطقة المصابة الخ ....

بعد ذلك يأتي دور الفحص لمعرفة هل هناك تليف بالمنطقة المصابة أم لا؟ وهل هناك علامات التهابات جلدية؟ وهل التساقط شامل أم في منطقة محددة الخ ..

وقد يستدعي الأمر عمل بعض التحاليل للدم مثل الهيموجلوبين والفرتين والغدة الدرقية والهرمونات الأخرى إذا استدعى الأمر.

كما قد نحتاج أحياناً لأخذ عينه جراحية صغيرة (خزعة) من فروة الرأس ليتم دراسة طبقات الجلد وبصيلات الشعر  تحت المجهر لمعرفة التشخيص بشكل أوضح.

*وماذا عن العلاج؟

يعتمد العلاج بالدرجة الأولى على التشخيص , فإذا كان هناك نقص في الحديد او الفريتين قد يستدعي الأمر إعطاء حبوب حديد ومقويات للشعر حتى تعود الأمور إلى طبيعتها أما إذا كان هناك خلل هرموني فيجب معالجة تلك المشكلة أولا.

وإذا كان الصلع من النوع الشائع (الاند روجيني) فيمكن إعطاء بخاخ المينوكسيدل والذي يحفز نمو الشعر وفي الحالات المتقدمة يمكن عمل زراعة للشعر (سيتم الحديث عن  زراعة الشعر بمزيد من التفاصيل في اعداد قادمه).

وإذا كان التساقط بسبب دواء معين فينبغي مناقشة الأمر مع الطبيب الذي وصف الدواء لمعرفة مدى إمكانية تغيير هذا الدواء إلى بديل مناسب.

وبالنسبة لعلاج الثعلبة وهوس نتف الشعر (نتف الشعر القهري) فسنفرد لذلك موضوعا" مستقلا" في المستقبل.

ومن النصائح العامة أيضاً اجتناب الممارسات الخاطئة في العناية بالشعر مثل تكرار الصبغ بالصبغات الصناعية  والتجعيد الدائم (بيرم) واستخدام المجفف الحار و تعريض الشعر للشد الزائد.

وهناك ممارسات شائعة يؤدي تكرارها بكثرة إلى تلف الشعر من أهمها:

1.    تكرار صبغات الشعر والمحزن  في الأمر أن البعض يبدأ في ذلك في مرحلة الطفولة مما يعني أن الفتاة حينما تصل العقد الثاني أو الثالث من عمرها تكون قد صبغت شعرها عشرات المرات.

 

2.       كثرة استخدام مجفف الشعر وتحت درجة حرارة عالية و هذا يسبب تلفاً للشعر.

 

3.       كثرة عمليات تجعيد وفرد الشعر وتشقيره في فترات متقاربة بحيث لا يعطى الشعر فترة راحة حتى يستعيد قوته.

 

4.    الشد الزائد للشعر لفرده وخصوصاً لدى أصحاب الشعر المجعد وبالذات لدى أصحاب البشرة السمراء كذلك بعض التسريحات التي يكون فيها الشعر مشدوداً بقوة مثل تسريحة ذيل الحصان.

 

ومن المعلوم أن الشد الزائد للشعر يسبب تساقطه خصوصاً في المنطقة الأمامية للرأس وعلى الجوانب.

                  

الدكتور/ خالد بن محمد الغامدي

استشاري الأمراض الجلديه وجراحة الجلد

بروفسور مشارك بكلية الطب - جامعة الملك سعود

 

 

The best bookmaker in the UK William Hill - whbonus.webs.com William Hill