التعرق ... ظاهرة طبيعية وضرورية ... أم مرض محرج؟

التعرق هو عبارة عن ظاهرة طبيعية وضرورية لتنظيم حرارة جسم الإنسان، وإن إفراز العرق يتم عن طريق النظام العصبي النامي "المتجانس"، وفي بعض الأشخاص وبنسبة لا تزيد عن 1% من السكان "التعداد السكاني"، يعمل هذا النظام على أعلى مستوى من النشاط، أعلى بكثير من الحاجة لاستقرار درجة حرارة الجسم، وهذه الحالة تسمى زيادة التعرق "التعرق الزائد".

تصنيفه، أسبابه، أين يحدث؟

 

  1. سبب أولي "ابتدائي، رئيسي"، "سبب غير معروف".
  2. سبب ثانوي "سبب معروف".

 

أين يحدث؟

 

باطن اليد، باطن القدم، الإبط، الوجه، الجذع، جميع أعضاء الجسم "عام".

 

زيادة التعرق كجزء من حالة أساسية (Secondary Hyperhidrosis).

بعض الحالات قد تكون ذات زيادة مفرطة للتعرق، وهذه كقاعدة تتضمن كامل جسم الإنسان، وهناك بعض الأسباب لهذه الحالة كما يلي:

 

  1. فرط إنتاج الغدة الدرقية أو أمراض الغدد الصماء.
  2. علاج سرطان البروستاتا أو الأمراض السرطانية الأخرى.
  3. الحالات "الأمراض" النفسية المستعصية.
  4. انقطاع الدورة الشهرية عند النساء "انقطاع الطمث".

 

 

زيادة التعرق من دون معرفة الأسباب (Primary or Essential Hyperhidrosis).

 

وهذه الحالات متكررة ومألوفة أكثر كسبب رئيسي منها كسبب ثانوي.  وتظهر بشكل عام في منطقة واحدة في الجسم أو عدة مناطق، وغالبا ما تظهر في اليدين، القدمين، الإبطين أو حتى مجتمعة في هذه المناطق "الأجزاء من الجسم".

 

وعادة تبدأ هذه الحالات منذ الصغر وتستمر مدى الحياة. والجدير بالذكر أن العصبية والقلق ممكن أن تخرج وتثير التعرق.

 

كيفية ظهور التعرق الأولي "الأساسي، الجوهري":

 

تعرق الوجه:

 

يبدأ التعرق من الجبهة نزولا إلى باقي الوجه وذلك في حالة الإجهاد.  أضف إلى هذا إذا كان الشخص مصابا بحالة عصبية أو يشعر بعدم الأمان ويمكن أن يسبب له آلاما شديدة.

 

تعرق باطن اليدين "راحة اليدين":

 

بشكل عام إن التعرق في اليدين هو أكثر الحالات انتشارا، لأن اليدين معرضتان لنشاطات اجتماعية وعملية أكثر من أي أجزاء الجسم، وكثير من الأشخاص الذين لديهم هذه الحالة يصابون بحرج شديد ويضطرون أحيانا إلى عدم مصافحة الآخرين وحتى الابتعاد كليا عن الاتصال مع الآخرين.  وتتراوح شدة الحالات من بسيطة أو متوسطة إلى حالة شديدة تؤدي إلى تصبب العرق من اليدين وأحيانا يشعر المريض أن يديه رطبتان وأحيانا باردتان.

 

تعرق الإبطين:

 

أيضا هذه الحالة تسبب حرجا كبيرا للمصاب بها لأنها تحدث علامات رطبة "مبللة"، وفي بعض الأحيان تحدث هالة بيضاء ملحية على ملابس المريض.

 

 

تعرق الرجلين "أخمص القدمين"، ومناطق أخرى:

 

  • يعتبر تعرق هذه المناطق أقل انتشارا، ويتركز في الجذع أو الفخذين أو أخمص القدمين.
  • بعض المرضى يعاني من تعرق في أكثر من منطقة مجتمعة من المناطق أعلاه.
  • ممكن للتعرق أن يظهر فجأة وممكن أن يظهر ويستمر لفترة غير محددة.
  • ممكن أن يظهر التعرق من درجة الحرارة النفسي العالية الخارجية أو الضغط النفسي العاطفي أو يظهر بدون سبب مباشر.
  • بشكل عام يزداد التعرق سواء في الأجواء الحارة ويتحسن في الأجواء الباردة.

 

العلاج:

 

بالنسبة للتعرق الثانوي فإن السبب الأساسي يجب أن يعالج أولا: فإن المرضى الذين يخضعون لعلاج هرموني لمعالجة سرطان البروستاتا والذين يتعرضون لنوبات من التعرق يمكنهم التخلص من التعرق بواسطة (Ciproterione Acctetae Antiesrogens)، أما بالنسبة لزيادة التعرق الأساسي أو العرضي الشديد فإن الطرق التالية قد ساعدت كثيرا في التخلص من التعرق:

 

  1. مضادات التعرق  Antipersprants.
  2. أدوية التعرق.
  3. العلاج النفسي.
  4. الجراحة.
  5. طرق أخرى للعلاج.

 

مضادات التعرق:

 

عادة يوصى بها كأول علاج للتعرق، ويعتبر Aluminum Chloride أكثر المضادات فعالية، ويعطى مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا، ويعتبر هذا العلاج فعالا فيالحالات الخفيفة والمتوسطة ولكن يجب استعماله بشكل منتظم.

 

 

Iontophoresis:

 

يمكن استعمال هذه الطريقة في حالة عدم الاستجابة من العلاجات المضادة للتعرق، وتتمثل هذه الطريقة في إعطاء المريض شحنات كهربائية خفيفة "من 15 إلى 18 ملي أمبير" من مولد كهربائي في بعض مناطق التعرق على جلسات تتكرر عدة مرات خلال الأسبوع وتتناقص تدريجيا إلى مرتين في الأسبوع.  وتعتمد نتائج هذه الطريقة على حالة المريض، فربما تعطي نتائج في الحالات الخفيفة والمتوسطة ولكن في الحالات الأخرى يعتقد أنها غير فعالة ومكلفة ولا يمكن استعمال هذه الطريقة في منطقة الإبط ومن المستحيل استعمالها في منطقة الوجه.

 

الأدوية:

 

ليس هناك دواء معين ضد التعرق الشديد، وهناك بعض الأدوية التي اختبرت على المرضى ولكن التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية كثيرة ولم ينصح باستعمالها، ولكن في بعض حالات التعرق الغزير في منطقة الجذع "الحوض"، استعملت هذه الأدوية بكميات قليلة جدا وتأثيراتها الجانبية تكمن في جفاف الفم، صعوبة في حركة العين...الخ.

 

العلاج النفسي:

 

إن تأثير هذا العلاج يعتبر بسيطا جدا لدى الأكثرية من المصابين بهذا المرض، والعلاج النفسي لا يشفي هذا المرض ولكن قد يساعد في التعايش معه.

 

الجراحة:

 

جراحة الغدد تحت الإبط: إن المرضى المصابين بالتعرق وخاصة في منطقة الإبط والذين لا يستجيبون للعلاجات الأخرى فمن الممكن أن يعالجوا بفاعلية بالجراحة للغدد العرقية في الإبط.

 

 

 

 

Sympathectomy:

 

إن المبدأ في هذه الطريقة الجراحية هو اعتراض خط العصب ونقطة الالتقاء العصبي والتي من شأنها أن ترسل إشارة إلى الغدد العرقية، ويمكن تطبيق هذه الطريقة على جميع مناطق الجسم ولكن الأعصاب المسئولة عن الغدد العرقية في راحة اليد والوجه تكون أكثر قابلية بدون الحاجة إلى جراحة عامة "أكبر".

 

في هذه الأيام تعالج الحالات المتوسطة والشديدة في القدم والوجه وحتى الإبط جراحيا بـ Endoscopic Thoracic Sympathetomy.

 

البوتكس:

 

يعتبر هذا العلاج من العلاجات السامة، ولكن إذا استعمل وحقن بجرعات قليلة في مناطق التعرق فإنه ذا فائدة عظيمة ولا يوجد له أي تأثيرات جانبية على جسم الإنسان.

 

ويفيد هذا العلاج بشكل فعال في عرق منطقة الإبط، باطن اليد، باطن القدم والوجه.

 

وختاما فإن الله سبحانه وتعالى سخر لنا العلم لكي نستفيد منه وأوجه لنا منافع كبيرة حتى في المواد السامة، فهذه مادة البوتكس التي لو أخذت عن طريق الفم ربما تكون سامة جدا ولكنها مفيدة جدا في وقف العرق الشديد إذا حقنت في مناطق التعرق ... سبحان الله.

 

ولكن يجب ألا ننسى بأن طبيب الجلدية هو الشخص الأول والوحيد الذي يجب أن يستشار قبل البدء بأي علاج وهو الوحيد الذي يستطيع أن يقدم النصح الطبي لجميع المرضى المصابين أو الذين يعانون من التعرق الشديد.

 

الدكتور عبدالعزيز بن ناصر السدحان

استشاري طب وجراحة الجلد والليزر

 

 

The best bookmaker in the UK William Hill - whbonus.webs.com William Hill