يـسـمـونـه (لـيـزر .....) وما هو بليزر ..

الدكتور محمد غياث التركماني

كثير هم المرضى الـذين يراجعون العيادة يسـألون عن علاج بالليزر وكثير أيضاً هؤلاء الذين لا يكون الليزر علاجاً جيداً لهم.

صحيح جداً أن الليزر أحدث ثورة حقيقية في علاج العديد من الأمراض الجلدية بل إنه يعتبر العلاج الوحيد للكثير من الوحمات والأمراض الجلدية.

لكن ما هو الليزر ؟ وما هي طريقة تأثيره؟ 

الليزر عبارة عن شعاع ضوئي معين يصيب هدفاً خاصاً في الجلد فمثلاً ليزر الوحمات الوعائية يقوم بتحطيم جزيئات خاصة في الدم الجائل في هذه الوحمات ، وليزر الوحمات الصباغية يقوم بامتصاص صباغ الميلانين الموجود في هذه الوحمات وهكذا . فالليزر هو عبارة عن علاج ضوئي انتقائي لهدف محدد في الجلد.

وليس كل تلون على الجلد يستجيب للعلاج بالليزر . فعلى سبيل المثال الكلف والاسمرار حول العيون والشعر الأبيض أمور شائعة المشاهدة في حياتنا العملية كل يوم وهي قليلة الاستجابة لليزر إن لم نقل معدومة.  كما أن استجابة بعض الأمراض الجلدية للعلاج بالليزر هي جزئية وليست تامة وهنا يقع على عاتق الطبيب وأمانته شرح كل هذه الحقائق إلى مرضاه لا أن يكون العلاج بالليزر وسيلة للكسب المالي ليس إلا.

إن الخبرة الطبية، والتعدد في أنواع أجهزة الليزر، والتخصص والأمانة الطبية جميعها تلعب دوراً هاماً في إنجاح العديد من المعالجات بالليزر.

منذ عدة أيام كنت أتمشى في أحد شوارع الرياض فاستوقفتني لوحة كبيرة مخطوطة على أحد أبواب صالونات الحلاقة كتب عليها (تنظيف البشرة بالليزر) وقلت في نفسي لا بد لي أن أقوم برحلة استكشاف لنوع من الليزر ينظف البشرة أنا به جاهل، ترجلت إلى الصالون أحاول أن أشعر كل من فيه بأنني جاهل في العلم والطب والعلوم وأنني لا أحمل حتى شهادة دراسة ابتدائية وطلبت من عالم الليزر ( الحلاق ) القيام بتنظيف البشرة بالليزر فأخبرني أن ذلك سيكلفني مبلغاً كبيراً من المال. قلت لا بأس ما دام أنه سيزين وجهي وينظفه ويخلصه من جميع العوالق والدهون ويمحي آثار السنون . وشعرت أنه بدأ يتردد في معالجتي وكأنه بدأ يشك في أمري . ثم مرر على وجهي ضوء أزرق تبعه بآخر أحمر وأخبرني أن هذا هو الليزر ووجهي سيكون أكثر نضارة وتألقاً وشباباً وجمالاً خلال الـ 24 ساعة القادمة.

هنا أيها السادة لم أعد أتحمل الدور التمثيلي الذي أقوم به وانتفضت عليه قائلاً:

أي دجلٍ هذا الذي تقوم به وأي ليزر هذا الذي تستعمله وأية حماية لعيون الزبائن؟ (إن كان هذا في الأصل ليزر!).

وتداركت الأمر سريعاً فأنا لا أريد أن تنكشف لعبتي ثم غادرت ذلك ( الدجّال ) عفواً  الحلاق وأنا على يقين أكثر من أي وقت مضى بضرورة وضع ضوابط أكثر صرامة اتجاه هؤلاء الذين يشوهون  سمعة الليزر ويستخفون في عقول الناس ويعتقدون أن الموضة السائدة الآن بين الناس هو " الليزر " الذي يحسن ويصفي وينقي وينعم ويجمّـل الجلد كما يزعمون دون أدنى دراية وعلم بمبادئ الليزر وعلومه.

 

الدكتور محمد غياث التركماني

استشاري أمراض وجراحة الجلد والعلاج بالليزر