الــبـهاق ومحاليل التبييض .... ومتى يتم اللجوء لزراعة خلايا صبغية ؟

الدكتور أحمد بن محمد العيسى

 

من النادر أن يسأل مرضى البهاق عن خيار إزالة اللون لأن المطلوب دائماً هو إعادة اللون الأبيض إلى الطبيعي ، ولكن هنالك حالات يكون من الأفضل فيها أن نلجأ إلى تبييض الجسم كاملاً بدلاً من أن يمضي المريض سنوات من عمره يستخدم الأشعة الضوئية أو الكريمات الموضعية دون فائدة 100%. 

الحالات التي يستخدم فيها التبييض هي أن يكون البهاق قد أصاب مساحة كبيرة من الجسم تشمل 30 – 50% فما أكثر من الجلد ، أما الحالة الثانية التي ننصح فيها بتبييض الجسم حتى وإن كانت نسبة البهاق قليلة فهو إذا أصاب البهاق اليدين أو الرجلين ( الأطراف ) ويسمى البهاق الطرفي ، حيث تكون نسبة نجاح أي علاج من العلاجات الموجودة من كريمات وأشعة ضوئية وأكزايمر ليزر وكذلك زراعة خلايا صباغية ضعيفة جداً بل أحياناً تكون معدومة ومن الأفضل أن لا نقول مثل هذا الكلام للمريض من أول زيارة بل نعالج بالعلاج المناسب وإذا اتضح أن فعالية العلاج معدومة نطرح له مثل هذا الإقتراح لأن قبول مثل هذا العلاج قد يكون صعباً أحياناً لمن يكون البهاق عنده في الأطراف فقط .

س : ما هو هذا العلاج وكيف يستخدم ؟

ج :  اسمه العلمي 20% مونوبنزون واسمه التجاري بنكوين ويمكن وضعه على منطقة صغيرة من الجسم في البداية كإختبار ونفي وجود أي حساسية شديدة ( وهذا ليس ضروري جداً ) ، ويستخدم لمدة 2 – 4 أشهر في كل منطقة على حدى ، حيث نبدأ عادة باليدين والوجه والرقبة لأنها أهم المناطق الظاهرة للناس ثم نبدأ بعلاج المناطق الداخلية بالتدريج ولا يفضل استخدامه للجسم كاملاً مرة واحدة .  قد يصاب المريض بحساسية بسيطة مع بداية العلاج واحمرار سرعان ما يزولان خلال أسابيع قليلة ، أما إذا كانت الأعراض شديدة فيمكن التوقف عن العلاج لفترة أو استخدام علاجات أخرى مهدئة للحكة .

س : هل سيكون بياض الجلد شديداً وغير مقبول لمن حوله ؟

ج : يكون لون الجلد مقبولاً جداً وخاصة أن الكريم المبيض لا يتسبب في بياض الشعر مما يجعل الشكل أكثر قبولاً مع العلم أن هنالك محاليل وكريمات يمكن استخدامها تعطي الجلد لون البرونز وكثيراً ما يستخدمها الأوروبيون لإعطاء جلدهم لون بني فاتح جميل .

س : يتساءل البعض هل تغيير لون الجلد إلى الأبيض سوف يحرمهم من الخروج إلى الشمس تماماً ؟

ج : أبدا ، بل يمكن الخروج للشمس مع وضع كريمات عازلة للشمس وتوقع حدوث إحمرار بسيط جداً ومقبول جداً .

س : هل تظهر بقع بنية على الجلد عند التعرض للشمس ؟

ج : من النادر أن يحدث ذلك وإذا حدث ذلك يمكن إزالته بسهولة إما بالكريم نفسه أو بواسطة استخدام الليزر ولا يستغرق هذا الإجراء إلا دقائق وليس له أية مضاعفات .

س : هل يزول اللون بشكل تدريجي أم أننا سنعاني من تبقع سيء في الجلد ؟

ج : غالباً ما يكون زوال اللون تدريجياً ومقبولاً ومتجانساً ، لكن هذا لا يمنع من ظهور بضعة بقع صغيرة ذات لون أفتح لا تؤثر بشكل سيء على تجانس اللون .

س : هل هناك تعليمات خاصة لوضع العلاج ؟

ج : يجب أن يضع المريض العلاج بنفسه ، وإذا لم يتمكن لسبب أو لآخر فيجب علىكل من يريد أن يضع الكريم للمريض أن يلبس قفازاً  . يبدأ المريض بفرك الكريم على مناطق الجلد المحتفظة باللون الأصلي ويبدأ مرة واحدة في اليوم لعدة أيام ، فإذا لم تكن هنالك أي مشاكل أو حساسية يمكن زيادة ذلك إلى مرتين باليوم .

س : هل هناك مرضى لا يستجيبون لهذا العلاج أو يستجيبون فقط لبعض المناطق ؟

ج : لا يوجد مريض ممن استخدم هذا العلاج لم يستجب ، كما لم يحدث أن استجاب المريض لمنطقة من الجسم ولم يستجب لمنطقة أخرى ، وعادة إذا لم يستجب المريض لتركيز 20% يمكن زيادة التركيز إلى أعلى من ذلك .

س : هل يمكن لاستخدام الكريم  على اليد اليمنى مثلاً أن يتسبب في إزالة الصبغة عن اليد اليسرى ؟

ج : نعم إن وضع الكريم في منطقة ما  قد يتسبب في زوال اللون عنها وكذلك عن غيرها من مناطق الجسم مما يسهل مهمة المريض ويسرع في العلاج .

س : هل هناك مضاعفات في استخدام هذا العلاج ؟

ج : المشكلة الوحيدة مع هذا الكريم هو أن 15% من المرضى تقريباً قد يكون لديهم حساسية وتهيج من الكريم وعلاج هذه المشكلة بسيط جداً وهو التوقف عن العلاج لمدة أسابيع ثم البدأ باستخدام الكريم بتركيزات خفيفة وبوضعه لمدة قصيرة ثم التدرج بزيادة التركيز والوقت وغالباً ما يتم التغلب على هذه المشكلة .

س : هل يسبب هذا العلاج سرطاناً في الجلد ؟

ج : لا يوجد أي علاقة بين هذا الكريم والسرطان ولا يوجد أي حالة تم إثباتها حتى الآن رغم قدم هذا العلاج .

س : هل يسمح للمرأة الحامل باستخدام هذا العلاج ؟

ج : المرأة الحامل لا تستخدم هذا العلاج لأنه لا يوجد أي دراسة توضح أنه آمن خلال فترة الحمل .

س : هل يوجد أي مريض أزال لون جلده تماماً إلى الأبيض وهو نادم على ما فعل .

ج : لا يوجد أي مريض ندم على تغيير لونه إلى الأبيض بالعكس هناك تغيير في نمط حياة جميع المرضى وهناك قصص واقعية لكثير من الفتيات اللاتي تزوجن مباشرة بعد تبييض جلدهن . تغيرت حياتهم الاجتماعية والنفسية وأصبحن أكثر جمالاً وجاذبية . الكثير منهم سعداء ويقولون أن معاناة سنين عديدة انتهت الآن وأصبح البهاق لا يعني أي شيء في حياتنا.

 

الدكتور أحمد بن محمد العيسى

استشاري أمراض طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر 

 

The best bookmaker in the UK William Hill - whbonus.webs.com William Hill