حقائق طبية عن مستحضرات التجميل

الدكتور خالد بن محمد الغامدي

يستعمل الناس رجالاً ونساءً مستحضرات التجميل بشكل كبير في حياتهم اليومية. ومن أهمها العطور وكريمات الترطيب و واقيات الشمس ومنظفات الجلد ومستحضرات العناية بالشعر ومزيلات العرق ومستحضرات العناية بالأظافر ألخ.. وغالبية الناس ليس لديهم مشاكل من هذه المستحضرات. وقد تظهر المشاكل من هذه المستحضرات عند بداية الإستخدام أو بعد استخدامها لسنوات طويلة.

ولكن ماهي هذه المشاكل؟ يمكن أن تكون تهيج بسيط في الجلد أو حساسية حقيقية تؤثر على جهاز المناعة بأكمله. وأكثرها شيوعاً هي التهاب الجلد التماسي التهيجي (أي بسبب التلامس مع هذه المستحضرات) ويظهر ذلك على شكل حكه وحرقان ولسع واحمرار بالجلد. وتزيد فرصة الإصابة بهذا الالتهاب الجلدي عندما يكون الجلد جافاً أو به جروح تسمح بدخول جزئيات هذه المستحضرات داخل الجلد ومن ثم تؤدي إلى تهيجه. ومن أهم المستحضرات التي تؤدي إلى هذه الحساسية التماسيه هي صابون الاستحمام والمنظفات ومضادات العرق ومستحضرات تجميل العين وبعض مرطبات الجلد وصبغات الشعر وبعض أنواع الشامبو. وبالإضافة إلى التهاب الجلد التماسي التهيجي يوجد هناك نوع أخر يسمى التهاب الجلد التماسي الأرجي وهذا يأخذ عادة عدة أيام بعد التعرض للمادة المسببه لتظهر أعراضه ومنها الاحمرار والتورم والحكة وظهور فقاعات جلدية تحتوي على سائل.

ولكن ماهي المحتويات داخل هذه المستحضرات والتي قد تؤدي إلى نشوء الحساسية؟ تشكل العطور(الروائح) والمواد الحافظة أهم مسببات نشوء الحساسية ضد مستحضرات التجميل.


*العطور:

وتعد من أهم مسببات الحساسية التماسيه. ويستخدم الآلف منها لتضيف روائح مميزه على مستحضرات التجميل. وهناك مضافات عطرية أقل تسبباً في الحساسية. كما لا ينبغي الانخداع بوجود عبارة "غير معطر" "un- scented" على بعض مستحضرات التجميل فهي قد تحتوي على مواد عطرية تخفي رائحة المواد العطرية الأخرى!. لذا عليك التأكد من وجود عبارة "خالي من العطور" "Fragrance - free" أو "بدون عطور" "without perfume" للتحقق من خلو المستحضر من العطورات.


*المواد الحافظة:

وهذه تأتي في المرتبة الثانية بعد العطورات في نسبة إحداث الحساسية. إن كل مستحضرات التجميل التي تحوي ماءً يجب أن يضاف إليها مواد حافظة. والفائدة من ذلك هو منع نمو الفطريات والبكتريا والتي قد تسبب إنتانات جلديه وهي كذلك تحمي مركبات مستحضرات التجميل من أن تتلف بفعل التعرض للشمس أو للهواء. وهناك عدد كبير من المواد الحافظة وإذا تسبب لك أحدها في حساسية فليس بالضرورة أن تسبب لك الأخرى مشكله ومن المواد الحافظة المستخدمة مايلي:


Paraben ,formaldehyde ,Quaterninm-15 ,DMDM hydration , imidezolidinylurea
ويجب أن تذكر هذه المواد الحافظة ضمن محتويات أي مركب توجد فيه.


*مستحضرات العناية بالجلد:

ويعني بها المستحضرات التي تحافظ على صحة الجلد مثل القابضات والمرطبات والواقيات الشمسية.


أ‌- المستحضرات القابضة:

 والهدف منها إزالة الدهون وبقايا الصابون من الجلد. وقد تسبب الجفاف. وقد تحوي الماء والكحول والبروبلين جليكول وحمض السالسيلك. وقد تسبب حكة وحرقان وتقريص في الجلد خصوصاً لدى أولئك الذين يعانون من جفاف وحساسية وهيجان البشرة.


ب‌-  الملينات (المرطبات):

 وتهدف إلى حفظ رطوبة الجلد عن طريق منع فقد الماء منه. ويتم ذلك عن طريق إضافة طبقه دهنية على سطح الجلد بمنع فقد الماء أو عن طريق جذب الماء نحو الطبقات الداخلية للجلد.

ويتشكل على الجلد الجاف صدوع وتشققات مما يؤدي إلى تسرب الماء منه وتقفد وظيفة الجلد الاساسيه كعازل يحمي الطبقات الداخلية. وإذا أصيب الجلد بالصدوع و التشققات فإن ذلك يؤدي إلى الحكة والألم. ومن المواد التي تمنع فقد الماء الفازلين والزيت المعدني واللانولين وكذلك السيلكون. أما المواد التي تجذب الماء إلى طبقة الجلد الداخلية فهي الجلسرين والبر وبلين جليكول وبعض الفيتامينات والبروتينات. لكنها قد تسبب نشوء حساسية.

 

ج- الواقيات الشمسية:

وتحتوي على مواد تعكس أو تشتت الاشعه فوق البنفسجية.ومن المواد التي توجد في الواقيات الكيميائية مركبات PABA حمض البارامينو بنزويك و الأفوبنزون والتي يمكن أن تسبب نشوء حساسية.

أما الواقيات الفيزيائية فتحتوي على أكسيد الزنك أو ثاني أكسيد التيتانيوم والتي تقوم بعكس الضوء. وتتميز الواقيات الفيزيائية بعدم وجود حساسية ضدها وذلك على العكس من الواقيات الكيميائية.

 

*مستحضرات العناية الشخصية:

وتستخدم للحفاظ على نظافة الجلد والشعر كما تضيف رائحة زكية على الجلد مثل منظفات الجلد والشامبو والبلسم و مزيلات (مضادات) العرق.


*منظفات الجلد:

مثل الصابون وسائل وجل الاستحمام. حيث تقوم بإزالة الأوساخ والدهون والبكتريا من على البشره. وهي تمنع ظهور الروائح الكريهة وتمنع كذلك حدوث الإلتهابات البكتيرية. لكن يجب التنبيه إلى أن المبالغة في استخدام هذه المنظفات قد تؤدي إلى جفاف وتهيج وقشور وحكه بالجلد. وينبغي على أصحاب البشرة الجافة استخدام منظف خفيف واستخدام ماء بارد أو فاتر في الإستحمام وعدم تطويل فترة الاستحمام كما ينبغي وضع ملينات (مرطبات) جلدية مباشرة بعد الاستحمام أثناء كون الجلد رطباً (ولايتم وضع المرطب  بعد تنشيف الجلد لإن الفائده ستصبح محدوده). وهناك أنواع مختلفة من الصابون. فهناك النوع المزيل لرائحة العرق (Deodrant) والذي يحتوي على ماده مضادة للبكتيريا لمنع رائحة العرق. أما صابون القالب الشائع Beaty-bar فهو ألطف على البشرة وأقل تسبباً في تهيج الجلد. وينصح عموماً بعدم استعمال الصابون بكثرة كما ينصح باجتناب الأنواع المعطرة وهناك أنواع تحتوي على مواد مرطبه مثل صابون دوف Dove.


*الشامبو:
يقوم الشامبو بترطيب وتلميع الشعر بينما يزيل الوسخ والدهون من فروه الرأس. وبشكل عام فإن الحساسية تجاه الشامبو نادرة وذلك لقصر مدة التلامس مع الجلد. ولكن قد يسبب جفافاً وتهيجاً بالجلد إذا تم شطفه ووقع على بقية الجسم.

 

وهناك أنواع عديدة من الشامبو: فشامبو الأطفال لا يهيج العينين والشامبو مع البلسم يحافظ على رطوبة ونعومة الشعر. والشامبو الخاص بالشعر الدهني يقوم بإزالة الدهون بينما يقوم الشامبو المخصص للشعر التالف بمنع مزيد من التلف للشعر بضبط درجة الحموضة (PH).


*الملطفات (البلسم):

تضاف الملطفات بعد غسل الشعر بالشامبو وذلك للحصول على شعر أكثر لمعاناً وأسهل في المشط وأكثر مطاوعة لعمل التسريحة المطلوبة. وفي الغالب لا تسبب الملطفات حساسية جلدية إلا إذا احتوت على عطور أو مواد حافظه.


*مانعات التعرق ومزيلات رائحة العرق:

تقوم مزيلات رائحة العرق Deodrant بالقضاء على البكتيريا وتترك رائحة زكية بينما تقوم مانعات العرق anti-prisprant بمنع إفراز العرق. ونادراً ما تسبب العطور في مزيلات رائحة العرق و أملاح الألمنيوم في مانعات التعرق في حدوث حساسية. وقد يحدث تهيج بالجلد إذا استخدمت هذه المستحضرات على جلد متهيج مسبقاً أو إذا تم استخدامها بعد الحلاقة مباشرةً أو إذا وضعت خارج منطقة الإبط.


*المكياج وملحقاته:

وهذه تستخدم لتلوين وتزيين الوجه والعينين الخ.


*مكياج الوجه: ينبغي العناية باختيار المكياج لأنه سيبقى على الوجه فتره ليست بالقصيرة وقد تسبب حساسية. وينبغي أن يكون المكياج قليل التحسيس
hypoallergenic , ولا يسبب زيوان non-comedogenic   , ولا يسبب حبوب الشباب non-acnegenic  . ويستحسن استعمال المكياج المضاف إليه واقي شمسي.


*مكياج العينين:

يعتبر جلد الجفون أكثر مناطق الجلد حساسية في جسم الإنسان. ويشمل مكياج العينين الكحل والظل والمسكرا. ويعتبر الظل فاتح اللون أقل تهييجاً. وبشكل عام فإن مكياج العين السائل والقابل للمسح أسهل في عملية التنظيف. ويُعد هذا أمراً مهماً لأن كثرة فرك ودعك الجفون لإزالة مكياج العين تؤدي إلى تهيج الجفون والتي ذكرنا سابقاً أنها حساسة جداً. ومن كثرة الفرك خصوصاً عند عدم الاحتراس قد تدخل بعض هذه المواد داخل العينين وتسبب تهيجاً شديداً. ويجب عدم استعمال مكياج العين التابع لأخريات كما يجب تغيير مكياج العين كل 4 أشهر وذلك لاحتمال تلوثها بالبكتيريا.


*مستحضرات الشعر:

*صبغات الشعر:

وتهدف إلى تغير لون الشعر. وهناك صبغات مؤقتة وشبه دائمة ودائمة. فالصبغات المؤقتة تزول بعد غسل الشعر مره أو مرتين بالشامبو. وهناك صبغات تدريجية حيث تغير لون الشعر على فترة أسبوعين إلى ثلاثة. وعادة لا تسبب هذه الصبغات أية مشاكل. أما الصبغات شبه دائمة فلا تزول إلا بعد 4 إلى 6 غسلات بالشامبو. علماً بأن الصبغات الدائمة لاتزول بالغسل. وقد يسبب هذان النوعان من الصبغات حساسية. لذا ينبغي اختبار الصبغة على منطقة صغيره من الجلد لمدة 24 ساعة للتأكد من عدم نشوء حساسية. ويمكن للصبغات الدائمة أن تجعل لون الشعر أغمق أو أفتح. وقد تسبب مادة الامونيوم برسلفيت والتي تستخدم في تفتيح لون الشعر إلى حدوث التهاب جلدي تماسي. كما يمكن أن تسبب حساسية بعد فتره قصيرة من استخدامها مثل الارتكاريا أو ضيق بالتنفس (بسبب تضيق الشعيبات الهوائية مما يؤدي إلى حدوث صفير تماماً مثل الذي يحدث لدى مرضى الربو). وقد تظهر أعراض الحساسية ضد صبغات الشعر في منطقة الدقن والعوارض لدى من يصبغون اللحية.ولاينصح بالاكثار من صبغات الشعر خصوصا" اذا تم عمل فرد أو تجعيد بعد الصبغ بفتره قصيره لإن ذلك يتسبب في تلف الشعر.


*التجعيد:
ويؤدي إلى تغيير شكل الشعر بحيث يجعل الشعر المفرود (المستقيم) مجعداً (ملفلفاً). ويستخدم للتجعيد سائل خاص يكسر الروابط الكيميائية داخل الشعر المفرود ليجعله مجعداً. وقد تؤدي هذه العملية إلى تلف الشعر. وينبغي عدم تجعيد الشعر أكثر من 3 مرات بالسنة. وإذا ترك محلول التجعيد على الشعر فترة أطول من اللازم أو كان تركيزه أعلى من المطلوب أو وضع على شعر منهك بكثرة الصبغات والتشقير والتجعيد فقد يؤدي ذلك إلى تلف الشعر وتكسيره. كذلك قد يحدث تهيج بفروة الرأس.


*مستحضرات الأظافر:

وتشمل مستحضرات تهدف إلى تلوين الأظافر أو تقويتها أو زيادة غير حقيقة لطول الأظافر.

 

*طلاء الأظافر:

قد يسبب طلاء الأظافر التهاب جلدي تماسي أرجي. ومما قد يستغرب منه المريض حدوث هذا الالتهاب على أماكن مختلفة مثل الجفون والوجه والرقبة إضافة إلى الأصابع التي عليها طلاء الأظافر. ومن أهم محتويات طلاء الأظافر والتي تسبب الحساسية هي مادة فورما الدهايد. لذا ينصح الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه هذه المادة استعمال طلاء أظافر خالي من الفورما لدهايد. وقد يسبب طلاء الأظافر أحمر اللون إلى حدوث تصبغ أصفر على الظفر. وهناك على الجهة القريبه من الظفر طبقه رقيقه من الجلد تعمل كغشاء يحمي الجلد حول الظفر من دخول البكتيريا والمواد المهيجة وتعرف هذه بـ Cuticle  لذا ينبغي التنبيه على عدم إزالتها أو قصها كما قد يحصل عند أخصائية تزيين الأظافر (المنيكير).


*الأظافر الصناعية:

تعمد بعض النساء إلى الصاق أظفار بلاستيكيه على الظفر الحقيقي ليعطي ذلك أنطباعاً بأن الظفر طويل. وعادة يتم لصق هذه الأظافر بصمغ مثل مثاكر ليت وهو أحد المواد المسببة للحساسية.


*الأظافر المنحوتة:

إن الاستخدام الطويل للأظافر المنحوتة على الأظافر الطبيعية قد يؤدي إلى مشاكل كبيرة. فقد يؤدي إلى الآلم وانتانات (التهابات بكتيرية) في الجلد المحيط بالظفر كما قد يؤدي إلى حساسية جلديه وقد يؤدي إلى انحلال الظفر وسقوطه. و تلاحظ النساء اللاتي يستعملن الأظافر المنحوتة أو الصناعية لفترات طويلة بأن أظافرهن الطبيعية قد أصبحت ضعيفة وباهته وسريعة التكسر. لذا ينصح بإزالتها كل ثلاثة أشهر لإعطاء فترة راحة للظفر الطبيعي.


*مستحضرات التجميل الطبية (العلاجية):

وهدف هذه المستحضرات أبعد من مجرد تلوين أو تزيين مظهر الجلد. وتؤدي هذه المستحضرات إلى تحسين وظائف الجلد كما تقلل من آثار الشيخوخة المبكرة. ومن الامثله على ذلك أحماض الفواكه (الفا هيدروكسي) مثل حمض الجليكولك وأحماض البيتاهيدروكسي مثل حمض الساليسليك وتؤدي هذه الاحماض إلى ازالة طبقة الخلايا الميته من على البشرة مما يجعلها تبدو أكثر نعومة ونضارة. وهناك مشتقات فيتامين أ مثل الريتنول (ريتن - أيه) والتي تقاوم آثار الشيخوخة على الجلد لكن ينبغي استعمالها حسب إرشادات الطبيب بحيث لا تستخدم نهاراً ولا تستخدم إلا لفترة زمنيه محدده وإلا قد تؤدي إلى جفاف وتهيج شديد بالبشرة. ويمكن لطبيب الجلد إسداء النصيحة لكل مريض بما يناسب بشرته حتى يحصل على النتائج المرغوبه وبدون حدوث مضاعفات. ويحسن بنا التذكير بأهمية الواقيات الشمسية والتي تقلل من حدوث التصبغات على الجلد وتؤخر من ظهور الشيخوخة وكذلك تقلل نسبة الإصابه بسرطان الجلد.


*متى تلجأ إلى طبيب الأمراض الجلدية؟

- إذا عانت بشرتك من حساسية فقد يشير عليك طبيب الجلدية بمركبات لا تسبب لك حساسية وإذا حصل لديك أي مشكله من هذه المستحضرات فقد يقوم طبيب الجلدية بعمل اختبار الرقعه للتعرف على المادة المسببة للحساسية. وسيصف لك طبيب الجلدية أدويه تعالج حالة الحساسية التي نتجت لديك من استخدام هذه المستحضرات.  

 

الدكتور/ خالد بن محمد الغامدي

 استشاري الأمراض الجلديه وجراحة الليزر

 

 بروفسور مشارك بكلية الطب - جامعة الملك سعود