المالئات الجلدية

•  طباعة 
• البريد الإلكتروني

التفاصيل

انشأ بتاريخ: الجمعة، 28 آب/أغسطس 2015 14:57

كتب بواسطة: المشرف

الدكتور مهند علي الجندي

تطرأ مع التقدم في العمر تبدلات عدة على مستوى الجلد تجعل الشخص يبدو مسنا، إذ تظهر البقع البنية على الوجه وظهر اليدين (الشامات الضوئية والشامات الشيخيّة) وتكثر التجاعيد وتصبح أعمق وأكثر وضوحا، بشكل أفقي على الجبهة وعموديا بين الحاجبين (يسمى هذا الموضع مقطّب الحاجبين وتنجم التجاعيد فيه عن تقطيب الحاجبين المتكرر وتصبح مع الزمن ظاهرة حتى في وضع الراحة) وحول العينين (تسمى التجاعيد هنا قدمي الغراب لشبهها بها)، كما يصبح الثلمان الشفويان الأنفيان أكثر عمقا وغؤورا (الثلم الشفوي الأنفي هو الطية التي تتشكل عند التقاء الخد مع الشفة العليا و ويمتد من جانب الأنف حتى زاوية الفم) وتظهر خطوط عمودية صغيرة حول الفم تترافق مع ضمور الشفتين، كما يحدث غؤور في الخدين مع بروز عظام الوجنتين بسبب ضمور النسيج الشحمي في هذه المنطقة، ويصبح الجلد أقل مرونة وأكثر ترهلا بسبب تناقص وأذية ألياف الكولاجين التي تشكل الهيكل الداعم للأدمة الجلدية والألياف المرنة المسؤولة عن مرونة الجلد . تتعزز هذه التبدلات وتتسارع بفعل التعرض المزمن لأشعة الشمس والتدخين.

ترغب الكثير من النساء بالإضافة إلى أعداد متزايدة من الرجال في الحفاظ على مظهر شبابي وحيوي والتخلص من مظاهر الشيخوخة المذكورة أعلاه، وقد خلق ذلك هاجسا لدى الأطباء والباحثين منذ عشرات السنين، فقاموا أولا بزرع الشحم المستخلص من الوركين والبطن في الأجزاء الغائرة من الوجه، وما تزال هذه التقنية مستخدمة حتى اليوم، وفي أواسط القرن الماضي تم استخدام السيلكون بشكل واسع كمادة مالئة، إلا أن استخدامه ترافق مع الكثير من المشاكل والتحفظات، وفي عام 1980 تم التوصل إلى إنتاج مادة الكولاجين البقري المستخلص من جلد البقر، ثم تم إنتاج الكولاجين البشري الأقل إحداثا للتحسس، لتعويض الكولاجين الذي يتخرب مع العمر، ثم تتالى إنتاج أنواع عديدة من المستحضرات التي تستخدم اليوم على نطاق واسع في حقل طب الجلد التجميلي وتعرف بالمالئات الجلدية.

تستخدم المالئات الجلدية إذا في علاج التجاعيد وتعزيز حجم الشفتين والخدين والثديين ومناطق أخرى من الجسم حسب رغبة المريض (كالأعضاء التناسلية الظاهرة)، وعلاج الندبات المنخفضة كندبات حب الشباب و ملء جلد اليدين المترهل لإخفاء بروز العظام والأوردة .

كم يدوم التأثير الناجم عن حقن المالئات الجلدية؟

سابقا كانت تستخدم مالئات دائمة أهمها السيلكون (وما تزال تستخدم إلى الآن) يدوم تأثيرها مدى الحياة، والمشاكل التي كانت تترافق مع هذا النوع من المالئات تضم التحسس الذي يتظاهر باحمرار وتورم وأحيانا تقرح في المكان المعالج نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي للمادة المالئة، إضافة للإنتان الجرثومي وتشكل تكتلات وبروزات جلدية غير مرغوب بها مكان الحقن، والمشكلة في هذا المالئات أنه لا يمكن التراجع عن التعديل الذي تحدثه، فعلى المريض القبول بالنتيجة واعتبار التعديل نهائيا.

معظم المالئات المستخدمة حاليا تتألف من مواد يمتصها الجسم خلال فترة تتراوح من شهرين حتى السنة، لذا تحتاج السيدة إلى معالجات متكررة للمحافظة على التأثير المرغوب.

أنواع المالئات الجلدية:

المالئات الدائمة:

السيلكون.

Aquamid يتألف من Polyacrylamides.

Bio-Alcamid يتألف من  Alkyl-imide

المالئات المؤقتة المديدة:

 Reviderm intra ويتألف من حبيبات من الديكستران مبعثرة ضمن معلَّق الحمض الهيالوروني، يدوم تأثيره سنوات عديدة.

Outline   يتألف من Polyacrylamides ويدوم تأثيره بين 2 و 5 سنوات.

بولي – ل – حمض اللاكتيك (Poly-L-lactic acid) المعروف تجاريا باسم Sculptra

المالئات المؤقتة:

 الكولاجين البقري ويوجد في ثلاث مستحضرات هي  Zyderm I, Zyderm II, Zyplast       

 الكولاجين البشري ويوجد في مستحضرين هما Cosmoderm, Cosmoplast

الحمض الهيالوروني ويوجد في العديد من المستحضرات منها:

Hydrafill, Crystal, Teosyal, Surgiderm,Puragen, Belotero, Varioderm, Restylane, Perlane, Juviderm, Prevelle, Hyaloform, Matridur and Matridex .

هيدروكسيل أباتيت الكالسيوم (Calcium hydroxylapetite) ويوجد باسم Radiesse

قبل الإجراء:

يجب قبل الإجراء مناقشة نوع المالىء المناسب والتكلفة المادية مع الطبيب المعالج، الذي يجب أن يشرح للسيدة النتيجة المأمولة من الإجراء والآثار الجانبية التي يمكن أن تحصل . يحتاج الكولاجين البقري إلى إجراء اختبار للتحسس قبل المعالجة يكرر مرتين بفاصل أربعة أسابيع، أما المالئات الأخرى فلا يتطلب استخدامها إجراء هذا الاختبار.

تحتوي بعض المالئات كالكولاجين مادة مخدّرة تخفف من الألم أثناء الحقن، في حين لا تحتوي مالئات أخرى على مخدّر، وفي هذه الحالة يمكن تطبيق مخدّر بشكل مرهم قبل نصف ساعة من المعالجة . لعلاج التجاعيد حول الفم والشفتين يمكن حقن مخدّر موضعي (ليدوكائين 1%) في المنطقة قبيل الإجراء.

بعد الإجراء:

من الشائع حدوث وذمة (تورم) واحمرار في الجلد بعد الحقن، لذا تطبق كمادات باردة (جليد) عدة دقائق موضعيا، كما يجرى تدليك للمنطقة لتوزيع المادة المالئة بشكل متجانس ومنع تجمعها الذي يسبب تشكل عقيدات تحت الجلد . يكرر التدليك مرتين يوميا في المنزل مدة خمس دقائق . يمكن للسيدة وضع الماكياج ومتابعة أعمالها بشكل طبيعي.

ما هي التأثيرات الجانبية التي يمكن أن تنجم عن العلاج بالمالئات الجلدية؟

من الشائع كما ذكرنا أعلاه حدوث احمرار ووذمة تزول عادة خلال ساعات، وقد يحدث تكدّم لدى الحقن في الأماكن التي يكون الجلد فيها رقيقا كالأجفان . قد تتشكل عقيدات نتيجة تجمع المادة المالئة، يتم تدبيرها بالتدليك الجيد أو بعثرتها باستخدام إبرة صغيرة أو سحبها وإخراجها من الجلد.

يزداد احتمال تشكل العقيدات عند استخدام Radiesse خصوصا في الشفة، أو نتيجة حقن كمية زائدة من المادة المالئة، كما يمكن أن يسبب الحقن السطحي شفوفية المادة عبر الجلد.

الاختلاط الأهم هو تحسّس الجهاز المناعي للمادة المالئة(Allergy)، ويظهر بشكل عقيدات ملتهبة مع احمرار الجلد فوقها( تدعى أورام حبيبية) وقد  تتقرّح . يزداد احتمال التحسس عند استخدام المالئات الدائمة أو المديدة والتي تتألف من مواد صنعية (غير بيولوجية) كالسيليكون و Reviderm intra، أو الكولاجين البقري.

يمكن أيضا أن يحدث التهاب جرثومي يظهر على شكل عقيدات أو خراجات، ويتم العلاج بالمضادات الحيوية.

في حالات نادرة، يمكن أن يحدث انسداد وعائي نتيجة الحقن داخل الأوعية الدموية، وقد يسبب ذلك حوادث وعائية دماغية أو العمى. تشاهد هذه الاختلاطات بعد حقن الشحم لكن قد نحدث في حالات نادرة بعد حقن المالئات، وعموما يمكن تجنبها بالتأكد من عدم دخول الإبرة في وعاء دموي وتطبيق أقل ضغط ممكن لحقن المادة المالئة.

هل يمكن أن تكون المالئات الجلدية مسرطنة؟

لم تترافق المالئات الجلدية بحدوث أي نوع من السرطانات.

نقل الشحم الذاتي:

يستخدم الشحم الذاتي لإجراءات الملء التي تتطلب حجما كبيرا من المدة المالئة بهدف جعل الوجه يبدو أكثر نضارة وشبابا، وذلك عن طريق  ملء الخدين الغائرين وملء الثلمين الأنفيين الشفويين وتعزيز حجم الشفتين وتخفيف التجاعيد.

يتم هذا الإجراء بسحب كمية من الشحم من المناطق التي يكون زائدا فيها كالوركين والخاصرتين، ثم إعادة زرعه في الأماكن التي تعاني ضمورا في النسيج الشحمي من الوجه.

يتطلب نقل الشحم الذاتي تخديرا موضعيا جيدا مع إعطاء المضادات الحيوية وتطبيق كمادات الجليد لتخفيف الوذمة والتكدم بعد الإجراء.

ميزة نقل الشحم الذاتي أنه لا يسبب تحسسا كون المادة المالئة مأخوذة في هذه الحالة من الشخص نفسه.

تستمر نتائج نقل الشحم الذاتي فترة طويلة تصل إلى عدة سنوات.

الدكتور مهند علي الجندي

استشاري أمراض وجراحة الجلد

مركز الجلد والحساسية – الرياض