البهاق للدكتور مهند علي الجندي

الدكتور مهند علي الجندي

 

البهاق مرض جلدي شائع نسبيا غير معد، يتميز بزوال لون الجلد على شكل بقع بلون حليبي أبيض، مما يسبب مشكلة جمالية لذوي البشرة السمراء أو السود، تزداد تعقيدا في بعض المجتمعات التي تتوارث أفكارا شعبية مغلوطة حول هذا المرض قد تؤدي إلى نبذ المريض .

يصيب البهاق 0.5 – 2% من السكان، وقد يظهر في أي عمر من الطفولة حتى الشيخوخة، لكنه يفضل الأعمار الشابة في العشرينات من كلا الجنسين . يتبع البهاق سيرا مزمنا، قد يحدث فيه تحسن عفوي في 14% من المرضى، إلا أن ظهور بقع جديدة يبقى ممكنا مدى الحياة .

إن الآلية الدقيقة لحدوث البهاق ما تزال مجهولة حتى اليوم، وغالبا ما يوجد استعداد وراثي لدى المريض تتضافر معه مجموعة من العوامل لتؤدي إلى ظهور المرض .

ما هو احتمال انتقال المرض إلى الأبناء ؟

إن أبناء المريض أكثر عرضة للإصابة ب 36 مرة مقارنة بأقرانهم، وهذا يعني انتقال الاستعداد الوراثي للإصابة للأبناء، الذي لا يكفي وحده، بل يتطلب ظهور المرض عوامل أخرى ما تزال قيد الدراسة، على رأسها حدوث خلل في الجهاز المناعي بحيث يقوم الجهاز المناعي للمريض بمهاجمة الخلايا الصباغية في جلده ويخربها مسببا ظهور البقع البيضاء، وما يؤكد هذا ترافق البهاق مع أمراض تحدث بنفس الآلية تدعى أمراض المناعة الذاتية، كالسكريالشبابي (الذي يبدأ بأعمار مبكرة ويعالج بحقن الإنسولين) والثعلبة وقصور الغدة الدرقية أو زيادة نشاطها .

 (I mean here Insulin dependent Diabetes or type I, which is an autoimmune disease involves langerhans islands in the pancreas and has a proven association with vitiligo)

يلعب العامل النفسي دورا في بعض الحالات، إذ يسبق ظهور المرض تعرض المريض لشدة نفسية .

توجد عدة أشكال سريرية للبهاق أهمها :

الشكل المعمم (أي الذي يصيب مساحات واسعة من الجسم)،

 (generalized not general, that means that it involve wide areas of the body)

الذي تظهر فيه البقع بشكل متناظر (Symmetric, means that for each lesion there is a similar one on the opposing side of the body)  

على السطوح الباسطة للأطراف واليدين والقدمين، والإبطين والناحية التناسلية والوجه والجذع .

الشكل الشامل، تشمل فيه الإصابة معظم سطح الجلد بحيث لا تبقى سوى جزر متفرقة من الجلد السليم .

الشكل الطرفي الوجهي، يصيب أصابع اليدين والقدمين والوجه حول العينين والفم والأنف، وهذا الشكل لا يستجيب للمعالجات غالبا .

الشكل القطعي، تكون الإصابة فيه مقتصرة على قطاع جلدي وحيد، تستمر سنوات عديدة دون تغير يذكر، وغالبا ما تظهر في سن مبكر .

الشكل البؤري، يصيب منطقة محددة ولا ينتشر إلى الأماكن الأخرى .

يمكن أن يصيب البهاق الأشعار فتصبح بيضاء، كما يمكن أن يترافق بحدوث الشيب المبكر .

هل الشفاء ممكن ؟ إن المعالجات الحالية جميعها تعمل على إعادة اللون للبقع المصابة بنتائج متفاوتة، لكن لا توجد أي وسيلة يمكن أن تمنع ظهور بقع جديدة، وبالتالي فإن الشفاء النهائي غير ممكن، لأن احتمال ظهور بقع جديدة يبقى قائما حتى بعد شفاء جميع البقع الموجودة  .

يمكن القول عموما أن بقع البهاق التي تتركز على الأصابع وحول الأظافر، أو حول الفم وحول العينين تستجيب بشكل ضعيف لكل أنواع المعالجة . أما البقع التي تتركزعلى الوجه (ليس حول الفم والعينين والأنف) والجذع فتبدي استجابة جيدة للمعالجة، في حين تستجيب البقع التي تصيب الأطراف بشكل متوسط .

في الحالات المحدودة على الوجه أو اليدين، يمكن تطبيق المموهات (Camouflage)(كريم أساس)، وهي مستحضرات بلون الجلد يختارها المريض حسب لون بشرته، ويطبقها بشكل يومي .

في الحالات الموضعة، تطبق مراهم موضعية مرة أو مرتين يوميا لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر، على رأسها المراهم الستيروئيدية و المراهم المعدلة للمناعة (Protopic, Elidel) والمحسِّسات الضوئية (Photosensitizers, which are substances that absorb light and elicit a photochemical reaction)

كالبسورالين والخل ( المحسسات الضوئية مواد تعطى عن طريق الفم أو تطبق موضعيا على الجلد وتتفاعل مع الضوء مسببة احمرار الجلد، وقد تبين أن استخدامها المتكرر يحرض إعادة تلون الجلد المصاب بالبهاق) .

تحتاج الحالات المعممة، (Generalized not general)

 أو التي لا تستجيب للمراهم العلاج بالأشعة فوق البنفسجية، ويتم ذلك من خلال مصابيح تصدر هذه الأشعة في حجرات مخصصة يقف فيها المريض بحيث تكون الأماكن المصابة من جسمه مكشوفة، ويفضل تغطية المنطقة التناسلية وعدم تعريضها للأشعة بسبب خطورة ظهور سرطان جلدي في هذه المنطقة . تتكرر المعالجة التي تستمر لدقائق قليلة مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا ولفترة تمتد من 6 أشهر حتى السنتين، وقد تُرفق بإعطاء محسِّس ضوئي فموي يدعى بسورالين قبل المعالجة بساعتين لزيادة الفعالية، وفي هذه الحالة يجب حماية العينين بارتداء نظارات خاصة حتى المساء .

ما هي مخاطر المعالجة بالأشعة فوق البنفسجية ؟

على المدى القصير، يمكن لدى زيادة الجرعة حدوث ما يشبه الحرق الشمسي، وفي هذه الحالة توقف المعالجة ريثما يشفى المريض ثم تستأنف مع ضبط الجرعة .

على المدى الطويل، يزيد احتمال ظهور السرطانات الجلدية، لكن هذا مرتبط بالتعرض لعدد كبير من المعالجات لمدة طويلة، وبخاصة في الحالات التي يعطى فيها البسورالين .

من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الأطباء ويجب الانتباه إليها، وصف المحسِّس الضوئي الفموي (البسورالين) ثم تعرض المريض لأشعة الشمس، وهذا قد يسبب حروقا جلدية والأسوأ حدوث الساد العيني في حال عدم حماية العين .

المعالجة الجراحية :

تجرى في الحالات المحدودة والمستقرة التي لا تستجيب على المعالجة بالمراهم أو بالأشعة فوق البنفسجية، وتتم بأخذ طعوم جلدية من الأماكن السليمة في جسم المريض وزرعها في بقع البهاق . توجد عدة أنواع للمعالجة الجراحية، أحدثها التطعيم بالخلايا الصباغية المزروعة في المختبر، لكنه إجراء باهظ التكلفة وغير متوفر إلا في مراكز محدودة .

المعالجة بإزالة اللون :

في الحالات التي يصيب فيها البهاق معظم سطح الجسم (البهاق الشامل)، التي لا تستجيب بشكل جيد للمعالجة بالأشعة فوق البنفسجية، يمكن تطبيق مادة Monobenzylether of Hydroquinone  مرة إلى مرتين يوميا لفترة تتراوح بين 6 أشهر وسنتين حسب مساحة الجلد السليم المتبقي، والمهم بالنسبة للمرضى معرفة أن هذا الإجراء دائم وغير عكوس، كماأن الوقاية من أشعة الشمس تصبح ضرورية بسبب زوال الصباغ الذي يحمي الجلد من الحروق الشمسية والسرطانات الجلدية .

أخيرا، يجب التأكيد على أن البهاق مرض جلدي لا يصيب الأعضاء الداخلية، والخلل الوحيد الذي يسببه يتعلق بالناحية الجمالية التي تنجم عن زوال اللون، وتسبب للمريض مشكلة نفسية اجتماعية، لذا يجب توفير الدعم النفسي للمرضى، والتخلص من الأفكار الشعبية الخاطئة التي تربط البهاق بالقوى الشريرة وتسبب للمريض الشعور بالذنب والخجل الاجتماعي وخلل علاقته بالجنس الآخر خصوصا بالنسبة للفتيات .

 

الدكتور مهند علي الجندي

استشاري أمراض وجراحة الجلد

 

 

The best bookmaker in the UK William Hill - whbonus.webs.com William Hill